المبادئ الإرشادية الثمانية العامة المشتركة
والمبادئ التوجيهية الثمانية الرئيسية لمفهوم المدن الذكية
The eight main guiding principles and guidelines for the concept of smart cities.![]() |
المبادئ الإرشادية والتوجيهية الثمانية الرئيسية لمفهوم المدن الذكية |
من المهم إعطاء الأولوية للمبادئ الإرشادية الأساسية قبل فهم المبادئ
التوجيهية الضرورية لإنشاء وإدارة أي مدينة ذكية، وهي الموجهات والمحركات العامة التي
تحكم المرحلة الأولى من مراحل تبني مفاهيم المدن الذكية.
أي تلك المبادئ التي يجب الاهتمام بها بإعطائها الأولوية، بل ويجب أن نبدأ بها بعد أن نكون قد اضطلعنا على التوصيات والمقترحات التي سبق وأن توصلنا إليها أثناء استشرافنا لمستقبل المدينة، وقمنا من خلال أدوات استشراف المستقبل من صياغة الرؤية العامة للمدينة الذكية، أي مستخدمين في ذلك أدوات الاستشراف الخمس عشر أداة من أدوات استشراف المستقبل المعروفة.
سنتناول في هذا المقال المبادئ الإرشادية والتوجيهية الثمانية الرئيسية لمفهوم المدن الذكية، والتي ستتمكن المدينة الذكية بموجبها خلق بيئة حضرية أكثر ارتباطاً مع بعضها البعض وتعمل على تعزيز عوامل الكفاءة والاستدامة تجاه تحسين الخدمات الذكية، وذلك حسب متطلبات ومستويات تحسين نوعية الحياة وتحقيق السعادة للمنصة المجتمعية.
المبادئ الإرشادية الثمانية العامة المشتركة
قبل أن نناقش المبادئ التوجيهية الثمانية الرئيسية لتحقيق مفهوم أي مدينة
ذكية، دعونا نذكر أولاً؛ المبادئ الإرشادية الثمانية العامة المشتركة، والتي يجب
أن تكون موجودة عند إنشاء وإدارة أي مدينة ذكية لضمان أن المدينة قادرة على تقديم
وتعزيز خدماتها الذكية.
وهي المبادئ الإرشادية التي ستقودنا إلى صياغة الرؤية العامة للمدينة، تجاه
تحقيق أهداف المدينة، مع كيفية توفير الخدمات الذكية، بل وتعزيزها بالشكل الذي
يحقق للمدينة الاعتماد الدولي، وتميزها ضمن المدن العالمية الذكية.
أي أننا سنكتفي هنا بتعريف المبادئ الإرشادية الثمانية لمفهوم المدينة الذكية، وهي الاستدامة Sustainability، والابتكار Innovation، ومشاركة الجمهور Audience participation، وإمكانية الوصول Accessibility، وقابلية التشغيل البيني أو التوافقية interoperability، والسلامة والأمن Safety and security، والكفاءة Efficiency، وأخيراً: الخصوصية وحماية البيانات.Privacy and data protection
1 الاستدامة Sustainability
المبدأ الإرشادي الأول للمدينة الذكية؛ يجب أن تعطي المدينة الذكية الأولوية
للاستدامة في تصميمها وبنائها وتشغيلها. كما تتطلبها عادة أهداف التنمية المستدامة
التي تطلقها الأمم المتحدة، وتشمل دمج مصادر الطاقة المتجددة، والبنية التحتية
الخضراء، وتعزيز وسائل النقل المستدامة.
2 الابتكار Innovation
المبدأ الإرشادي الثاني للمدينة الذكية؛ يجب أن تتبنى المدينة الذكية تعزيز
عوامل الابتكار، سبيلاً إلى تحقيق مؤشرات الابتكار العالمي، وأن تبحث باستمرار عن
حلول جديدة ومبتكرة للتحديات الحضرية، التي تواجهها في تحسين قطاعاتها الحيوية،
كما سيرد ذكرها بالتفصيل لاحقاً في هذا الكتاب.
ويتضمن تعزيز الابتكار استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة لتحسين
الكفاءة والفعالية في مجالات مثل النقل والطاقة والسلامة العامة وفي تقديم الخدمات
الذكية، التي تحقق بها المدينة سعادة مجتمع المدينة.
3 مشاركة الجمهور Audience participation
المبدأ الإرشادي الثالث للمدينة الذكية هو مشاركة جمهور المدينة. حيث يجب أن
تُشرك المدينة الذكية مواطنيها والمقيمين بها والقادمين إليها، بعدد من الأنشطة
التفاعلية والإجراءات التي تساهم في تحسين الخدمات والمعاملات ضمن سياسات تحسين
جودة الخدمات وكفاءتها لعمليات التخطيط والتنمية المستدامة، مع ضمان مراعاة
احتياجاتهم ووجهات نظرهم ودمجها مباشرة في خدمات تفاعلية متآلفة وذكية.
4 إمكانية الوصول Accessibility
المبدأ الإرشادي الرابع للمدينة الذكية؛ وهنا يجب أن تضمن المدينة الذكية
لجميع مواطنيها والمقيمين بها والقادمين إليها إمكانية الوصول السهل لخدماتها
الإدارية وتقنياتها الذكية، بغض النظر عن حالتهم الاجتماعية والاقتصادية أو
قدراتهم المادية.
5 قابلية التشغيل البيني: التوافقية Interoperability
المبدأ الإرشادي الخامس للمدينة الذكية؛ هو أن تضمن المدينة الذكية لجمهورها
التوافقية interoperability، بمعنى قابلية التشغيل البيني
لأنظمتها وتقنياتها المختلفة، على أن تعمل هذه الأنظمة معاً بسلاسة تحقق وتؤدي
للمستفيدين منها إنشاء بنية تحتية متصلة أكثر تكاملاً وكفاءة على مستوى المدينة،
أي من خلال ضمان أن التقنيات والأنظمة المختلفة يمكن أن تعمل معًا بسلاسة، حتى
يمكن للمدن الذكية تحسين الكفاءة وخفض التكاليف وتقديم خدمات أفضل لجمهورها.
تعد قابلية التشغيل البيني مبدأ إرشاديًا مهماً للمدن الذكية، لأنها تتيح
إنشاء بيئة حضرية أكثر ارتباطاً وتكاملاً. كما تشير إلى قدرة الأنظمة أو الأجهزة
أو التطبيقات البرمجية المختلفة على التواصل والعمل معاً بسلاسة فيما بينها مجتمعة
وبينها وبين المستفيدين منها في سياق خدمات ومعاملات المدينة الذكية.
تعني التوافقية بمعنى آخر؛ أن التقنيات والأنظمة المختلفة المستخدمة في جميع
أنحاء المدينة يمكنها الاتصال وتبادل البيانات مع بعضها البعض.
على سبيل المثال، يمكن أن تستفيد من هذا المبدأ الإرشادي منظومة خدمات النقل
الذكي، مثل الحافلات والقطارات وسيارات الأجرة، التي تعمل على أنظمة وتقنيات
مختلفة. ستمكن قابلية التشغيل البيني هذه الأنظمة من التواصل مع بعضها البعض، مما
يسمح للركاب بالانتقال بسلاسة بين وسائط النقل دون الحاجة إلى التبديل بين أنظمة
أو جداول الدفع المختلفة.
بطاقة نول nol لتلبية احتياجات الزوار ومستخدمي وسائل النقل العام بصورة دائمة، تستخدمها
هيئة الطرق والمواصلات في إمارة دبي، وهي بطاقة ذكية تمكنك من دفع ثمن استخدام
وسائط النقل المختلفة بلمسة واحدة. مثل مترو دبي والحافلات وترام دبي ووسائل النقل
البحري كالباص المائي، كما تمكنك من دفع تكلفة مواقف السيارات المدفوعة الأجر
التابعة للهيئة.
6 السلامة والأمن Safety and security
المبدأ الإرشادي السادس للمدينة الذكية هو السلامة والأمن. يجب أن تعطي
المدينة الذكية الأولوية للسلامة والأمن لمجتمع المدينة، وذلك باستخدام أحدث
التقنيات لتعزيز تدابير السلامة العامة وضمان حماية البنية التحتية الحيوية من
الهجمات والاختراقات الإلكترونية أو الرقمية.
7 الكفاءة Efficiency
المبدأ الإرشادي السابع للمدينة الذكية هو الكفاءة. يجب أن تعطي المدينة
الذكية الأولوية لتحقيق أعلى مستويات الكفاءة في جميع جوانب عملياتها ومعاملاتها،
باستخدام التكنولوجيا والبيانات والقراءات الإحصائية، وذلك أثناء تبسيط وتحسين
العمليات وتقليل الفاقد وتحسين مستويات الجودة والكفاءة بصورة عامة.
8 الخصوصية وحماية البيانات Privacy and data protection
المبدأ الإرشادي الثامن للمدينة الذكية هو الخصوصية وحماية البيانات. يجب أن
تعطي المدينة الذكية الأولوية للخصوصية وحماية البيانات لمواطنيها، مما يضمن
استخدام البيانات التي يتم جمعها من التقنيات الذكية بطريقة شفافة ومسؤولة وأن
المواطنين يتحكمون في بياناتهم الشخصية.
المبادئ التوجيهية الثمانية الرئيسية لمفهوم المدن الذكية
وهي العوامل والمفاهيم الأساسية التي تدور حولها فكرة أو حقيقة المدن
الذكية، وخاصة في المراحل الأولى لاتخاذ قرار إنشاء وإدارة المدينة الذكية، لذلك
تشكل قاعدة للإطار التكاملي أو التشاركي أو الترابطي التي تحيط بالمحاور الثلاثة
لأي مدينة ذكية، وتهدف بالتالي من خلال تبني وتطبيق مفاهيم النضج الإداري على
مستوى وحدات العمل والمؤسسات وتعزيزها بالتحول الرقمي إلى حقيقة المدن الذكية
وأهدافها الثلاثة الرئيسية. وهي عوامل جوهرية ومرتكزات مشتركة ذات علاقات ترابطية
متداخلة وممارسات موجهة من المبادرات التي يمكن استخدامها أو الاستعانة بها
واستغلالها في إدارة السياسات المؤسسية العامة، ومنظومة الحوكمة الرشيدة لإدارة
القطاعات والكيانات المختلفة بالمدينة.
وهذه المبادئ التوجيهية الثمانية تحكمها مؤشرات أداء محددة بمعايير قياس
تحقق بها المدينة نتائج نهائية في أهدافها المستهدفة والمستدامة بشكل استباقي، على
أن تحقق الحد الأدنى في مؤشرات الأداء أثناء تقييم مراحلها المختلفة ومفاضلتها أو
معايرتها بمعايير قياس للنتائج الممنهجة والموجهة بأحد هياكل وأنماط الأعمال
المعتمدة أو لأحد أفضل أنظمة الممارسات العامة، أو في صورة نتائج مُحققة لمؤشرات
الأداء المماثلة في إطار معايير برنامج أوسمة دبي للأداء الحكومي المتميز.
هذه العوامل الثمانية الحاسمة لمفهوم المدن الذكية تضم المبادئ الأساسية
للمحاور والمفاهيم والمصطلحات التي تشكل في مجموعها الركيزة الأساسية لعمليات
إدارة الجودة الشاملة على أنشطة العمليات والإجراءات والتعليمات التي تتم عادة
داخل كل قطاع من قطاعات المدينة، أو داخل أي مؤسسة تسعى جاهدة لتحقيق أعلى مؤشرات
الجودة في معايير التفوق والتميز والاستدامة.
وذلك بتبني سمات خاصة مبتكرة تساعدها وتساندها ثقافة مؤسسية متميزة وسائدة
بين مواردها البشرية وقيم مؤسسية محكمة، تكون بمثابة لغة مشتركة متداولة بين
الإدارة العليا وباقي أصحاب المصلحة المعنيين بالمدينة أو المؤسسات الاقتصادية أو
الإدارية والخدمية العامة.
أي عند مراحل إنتاج ومعالجة وتقديم باقة الخدمات الإدارية والمادية المنتجة،
نتيجة للحراك التفاعلي القائم على الإدارة الرشيدة في مختلف قطاعات المدينة، أو
مختلف وحدات العمل بالمؤسسة، مع مراعاة بعض النقاط المهمة والالتزام بها طوال دورة
حياة كل خدمة من الخدمات المتولدة نتيجة لأنشطة العمليات والإجراءات في الخطة
التشغيلية ومهام الأعمال المناظرة لها والقوانين والشروط الاقتصادية والبيئية
الموضوعة للأهداف الاستراتيجية، باعتبارها محددات متكاملة أو سيناريوهات للعمل ضمن
منظومة الحوكمة المؤسسية التي تنتهجها
حكومة المدينة المركزية، أو غيرها من المدن الذكية.
والتي تؤدي عند نجاحها بصورة عامة، إلى التخفيف من المشاكل الناتجة عن النمو
السكاني في المناطق الحضرية، بالإضافة إلى استدامة الموارد الطبيعية في معالجة
الكوارث والمخاطر البيئية والمحافظة على التحديات الاقتصادية والاستثمارية،
والثقافية والتعليمية والصحية في مجتمع المدينة.
كما تم ذكرها في الفصل الخامس من مؤلفي: حقيقة المدن الذكية
5 – 1. صياغة الرؤية العامة.
(استشراف المستقبل وفق تحديات التنافسية العالمية).
5 - 2. الإدارة الرشيدة والسياسات والمعاملات الحكومية.
(التنظيم والارتباط والمشاركة وفق منظومة الحوكمة الذكية).
5– 3. الاقتصاد الذكي ومعاملات الأعمال التجارية.
(ريادة الأعمال والتنافسية الدولية)
5 – 4. الاعتماد على التكنولوجيا وتقنيات التقييم الحديثة.
(البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تطوير وتحديث الأنظمة والتطبيقات).
5 – 5. المنصة المجتمعية (تحقيق السعادة).
. (مجتمع متعاون ومتآلف مع نوعية الحياة - تَحَدِّيَاتِ النُّمُوِّ السُّكَّانِيُّ والاستدامة)
5 – 6. تعزيز الإبداع والابتكار.
(تسخير وسائل الإبداع والابتكار).
5 – 7. الموارد الطبيعية والاستدامة البيئية.
(البيئة المستدامة الذكية)
5 – 8. التعليم الذكي والتكامل المجتمعي الذكي
(التعليم الإلكتروني والأتمتة المركزية الحديثة)
على أن نتناول بالشرح في سلسلة مقالات قادمة: المبادئ التوجيهية الثمانية الرئيسية.