(4) العزم والمثابرة (PERSIST)
أي باعتبار الشغف أو الدافعية الذاتية (PASSION) مجرد هوى وميل نفسي ومشاعر كامنة في النفس الإنسانية إن لم يتم تعزيزه بالعمل الدؤوب (WORK) والذي يجب أن يتميز بخصائص الإتقان والجودة والكفاية أثناء إنجازه ومباشرته حتى الانتهاء منه.
إن مجرد التركيز (FOCUS) على إنجاز مهمة مرحلية واحدة مكررة أو غير مخطط لها بشكل سليم، قد لا يؤدي إلى نتائج نهائية أو تحقيق أهداف مستهدفة لمؤشرات أداء رئيسة وملموسة للمهمة أو المشروع، أو المبادرة إن لم يقترن بعامل التركيز السابق ويتبعه مباشرة عاملي العزم والمثابرة، وشروط أخرى دائمة بالمراحل اللاحقة جميعها.
لهذا فإن العاملين السابقين من عوامل النجاح الثمانية الرئيسية غير كافيين لنجاح منظومة العمل، ومعهما عامل التركيز، ما لم تقترن العوامل الثلاثة السابقة بالديمومة والاستمرارية المتتالية، فالاهتمام فقط بالتركيز على سبيل المثال، كمن يحرث فوق مياه البحر، ليشكل في النهاية مصدراً من مصادر اليأس والفشل القاتل لمعنويات الفرد وطموحات فريق العمل، طالما لم ينه كل مهمة مرحلية بنجاح متوقع ويحقق أهدافها المرحلية المتعلقة بها، وفق متطلبات منظومة العمل أو المشروع الذي تصدى لتنفيذه وإنجازه بجودة عالية وكفاءة تتناسب ومعايير أفضل الممارسات وأعلى مؤشرات الأداء الفردي Individual Performance Indicators-IPI.
لهذا يعد أي قصور في درجات العزم أو مستويات المثابرة لدى الفرد من أكثر الأسباب المهبطة التي تؤدي في معظم الأحيان إلى التوقف النهائي عن العمل أو المشروع، ويكون التأثير السلبي على المستويين الفردي وكذلك المؤسسي بنفس القدر والكم، لتحمل إلينا أحدث توجهات التنمية البشرية، ضمن المكونات الرئيسة لثقافة الابتكار ومؤشرات الابتكار العالمي.
يدعو مفهوم ثقافة المخاطر وارتكاب الأخطاء إلى الفهم الصحيح والسليم لأسباب عوامل الفشل والقصور، لهذا يجب عدم الخلط بين الأخطاء الساذجة والأخطاء الذكية.
فالأخطاء الساذجة: تحدث حين يفشل الشخص من أداء أنشطة عمليات غنية عن التعريف، كان من المفترض أن يؤديها دون ارتكاب أخطاء أو قصور ملموسة.
أما الأخطاء الذكية فتحدث حين يحاول الشخص أداء أنشطة عمليات جديدة ومُحدثة عن عمد وتجربة تدفعها روح ابتكارية، ولكن لم تكن واردة ضمن سلسلة تنفيذ تعليمات وإجراءات المهمة، إذا لم يحالفه النجاح في هذه الحالة، فالفشل هنا هو جزء من عملية التعلم وهو في الأساس خطوة واحدة على طريق النجاح، ولكن بما أن معظم المؤسسات تتبنى وتطبق حوافز تقييم لمؤشرات أداء تقليدية صممت للتخلص من الأخطاء التقليدية فقط.
فإن هذا الشكل من التقييم يخلق عن غير قصد؛
ثقافة مؤسسية متخلفة لأنها غالباً ما تسعى إلى تجنب الأخطاء الذكية.
نستنتج مما تقدم، صعوبة واستحالة تحقيق النجاح والتفوق المطلق في أي عمل أو مشروع أو مهمة حياتية، دون تعزيز وتقوية عوامل العزم والمثابرة PERSIST والتّحفيز (Motivation) من آن لآخر، مع ضرورة المحافظة على اِسْتَدَامَة العمل، والعمل ضمن منصة الأخطاء الذكية.
لهذا يؤكد الكثيرون في أحاديثهم أن مفتاح النجاح هو العزم والمثابرة PERSIST وأن للتفوق الباهر عنوان واحد فقط هو العمل بعزم مع المثابرة حتى يتم تحقيق الأهداف المحددة لأي مهام حياتية أو وظيفية.+971507363958
ثابرة