2) العمل الدؤوب HARDWORK
بداية يجب عليك الإقرار بأن العمل الدؤوب يؤدي في الغالب إلى مزيد من المهارات والنجاح والتميز في الحياة. لهذا عليك أن تختار وظيفة تحبُّها وترتاح إليها، حتى لا تشعر بأي ضيق أو ضجر تجاه عملك الذي تقوم به.
هذا المقال للإجابة على سؤال
لهذا كثيراً ما نسمع هذه المقولة الغنية بالمعاني: -
"أختر وظيفة تحبُّها ولن تعمل يوماً واحداً في حياتك"
وذلك لأن العمل مهما كان نوعه أو حجمه، يُعد ضرورة من ضرورات الحياة الكريمة، على المستوى الشخصي، ويقابله بنفس القدر والأهمية على المستوى المُؤَسَّسِيِّ.
كما أن القيام بمزيد من مهام العمل في المكتب، المنزل، الحقل، أو في المصنع، يُعتبر في أحيان كثيرة، عملاً مطلوباً يفرض نفسه، بل يبقى واجباً حياتياً، عليك القيام به كما ينبغي أداءه، تحت أي ظرف، وذلك بحكم ما تمليه عليك دورك أو مسؤوليات مهامك الوظيفية، وفي بعض الأحيان، يكون العمل نتيجة لما ارتضيتها لنفسك من حقوق وواجبات تجاه أدوارك في الحياة ومراحلها العديدة.
وذلك رغم الإحساس الداخلي بحالة السعادة التي تشعر بها داخلياً، وتكون مصدراً لثقتك بنفسك، في جميع الحالات السابقة، أي بعد أدائك لأي عمل أو حال إنجازه مباشرة.
- إذن ما هو العمل الدؤوب؟
- كيف يمكننا تعريفه في جملة نصية؟
- ولماذا يعد العمل ضروري حياتية تؤدي في الغالب إلى مزيد من المهارات والنجاح والتميز الشخصي؟
- وهل هناك علاقة بين طبيعة عملك والنجاح الذي تحرزه في حياتك؟
للإجابة على هذه الاسئلة وغيرها، سبق وأن بدأنا هذه السلسلة؛ في مقال سابق بعنوان الشغف Passion ، والذي تناولنا فيه الإجابة على سؤال. كيف نعزز من روح الشغف في حياتنا، بالإجابة على سؤال: لمعرفة كيف تكون شخصًا شغوفًا يسعى لتحقيق طموحاته ويأمل لحياة أفضل،
وهي سلسلة من المقالات، نتحدث فيها عن عوامل النجاح الثمانية الكبرى، علماً بأنه، في كل مقال سنشير إليه باسم مرادف لعامل من تلك العوامل الكبرى، أو الإجابة على سؤال يدور في فلك العامل أو السلوك الذي ينبغي علينا الاهتمام به.
ما هو العمل الدؤوب
العمل الدؤوب Hardworking يُعتبر العامل الثاني من عوامل النجاح الثمانية الكبرى، وأحد أهم الاساليب لتحقيق النجاح والتميز في حياتنا، لهذا كثيراً ما ينصح به خبراء تنمية الأعمال وتطوير الذات للأفراد والمجتمعات والموارد البشرية للمؤسسات، باعتباره مصدر لفقاعة التركيز الكامل، والحيلولة دون إدمان التشتت والمقاطعات أثناء أداء أعمالنا، مع ضرورة الاهتمام بمهام العمل، والتخطيط لمحاور العمليات الرئيسة في المشاريع والمبادرات والفعاليات، بشكل استباقي.
وهي المحاور والمرتكزات التي يتم ذكرها في صورة أنشطة للعمليات والإجراءات والفعاليات، عند أداء أي عمل من الأعمال، أو عند تحقيق أي هدف من الأهداف، بعد تحديد الأولويات المتعلقة بالمهام الوظيفية وآليات العمل والتقنيات المستخدمة.
ماهية العمل الدؤوب
سنتناول النقاط التالية، للإجابة على الأسئلة السابقة.
- التعريف بالعمل.
- إتقان العمل ضرورة من ضروريات الحياة
- التجهيز القبلي.
- مهارات وتقنيات النجاح في العمل
- أولويات إتقان العمل.
- الفرق بين الموهبة والمهارة.
- دعوة لتغير نظرتنا تجاه العمل
1- تعريف العمل الدؤوب
يمكننا صياغة تعريف عام للعمل أو الإشارة إليه بأنه: أدَاء صَنْعَة، أو مهمة مهنية، أو حرْفَية، أو خِدْمَة وَظِيفَية، أو إدارية تجاه مهام العمل أو المشروع، بشكل منطقي مندفع أو حماسي مع اتخاذ الوسائل المساعدة على تطبيق طريقة للتفكير الابتكاري.
مع التدريب Practice المستمر على إتقان جودة العمل، وذلك إذا التقت مكامن قوتك وقدراتك الطبيعية مع شغفك وميولك الشخصية.
2- إتقان العمل ضرورة من ضروريات الحياة
عند قيامك بمهام أنشطة عمليات العمل وإجراءاته، تذكر دائماً تحقيق أعلى معايير الجودة والكفاءة في مؤشرات الإتقان والتميز وفق حديث رسول الله سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
وأنك تهدف من خلال قيامك بهذا العمل الدؤوب أو تبتغي وتسعى من خلاله سبيلاً إلى مرضاة الله تعالى في تحقيق رغباتك الكامنة ودوافعك الذاتية نحو تحقيق حياة مستقرة ومستمرة تغمرها دائماً مظاهر السعادة والبهجة والأفراح. باعتبار العمل صورة من صور تحقيق النجاح عند قيامك بدورك الإنساني والمجتمعي في الحياة.
لهذا نجد أن "إتقان العمل" المذكور في الحديث الشريف أعلاه، وأدائه بجودة عالية وفعالية، مقرون بالعمل الدؤوب مع الاستمرارية على المستويين الشخصي والمؤسسي.
هذا بالإضافة إلى عاملي الانضباط والالتزام، من أجل تحقيق أعلى مؤشرات الأداء والتميز لأفضل معايير الجودة والممارسات المعتمدة عالمياً.
ولكن أعلم، أنه لا يتأتى كل ما تقدم إلا بالمداومة على التعلم والتدريب أثناء أدائنا لمهامنا الوظيفية، في مختلف قطاعات الأعمال الإدارية والخدمية.
إن إتقان العمل في يوم من الأيام، لم يكن أمراً مستحدثاً في ثقافتنا العربية، بل مورثاً عقدياً وحضارة إسلامية سادت وانتشرت في قارات الأرض الممتدة، ورغم ذلك نجد قصوراً ظاهراً في نظرتنا تجاه العمل، بل تغاضت عنه اليوم بعض قواميس ومفردات العمل العربي.
حتى أصبح البعض منا يعمل وينجز مهام عمله، بلا وعي واضح أو إدراك كامل بماهية ونواميس العمل وضرورياته وواجباته، مكتفياً في الغالب بالحقوق الذاتية المكتسبة دون غيرها، ومعها بعض المظاهر الاجتماعية، حتى وإن أدى ذلك الاهتمام بالقصور الظاهر في تحقيق أدنى مستويات الجودة تجاه كفاءة العمل الذي يجب أن ينجزه الشخص العامل في مؤسساتنا العامة والخاصة.
إذن يتطلب إتقانك للعمل باعتباره ضرورة من ضروريات الحياة، إتباع ومراعاة أهم المهارات والتقنيات التي قد تشكل بالنسبة لك، علامة فارقة بين احراز النجاح أو الفشل من جراء ما تقوم به من عمل، وتتمثل هذه المهارات في: -
3- التجهيز القبلي
إذا كنت فرداً عاملاً تنشد التميز والجدارة في الأعمال التي تقوم بها أو موظفاً مرؤوساً، أو رئيساً تعمل لدى وحدة من وحدات العمل المؤسسي، أو مديراً، أو قائداً تتمتع بروح القيادة والريادة في عملك، ومشاريعك التي تنجزها، فعليك بالتخطيط وإعداد مهام أعمالك بشكل استباقي.
4- مهارات وتقنيات النجاح في العمل
من أهم المهارات والتقنيات التي تشكل علامة فارقة بين النجاح والفشل في العمل، النقاط التالية: -
5- أولويات إتقان العمل
صياغة قائمة بمهام وأنشطة العمليات باتت من شيم الحكماء والقياديين والناجحين في كل زمان ومكان، لهذا عليك أن تولي أولى اولوياتك تجاه.
6- الفرق بين الموهبة والمهارة
يُعد معرفة الفرق بين الموهبة والمهارة، أحد أهم المهارات والتقنيات المكتسبة التي يجب أن يُلم بها العامل المتميز، أثناء أداءه لمهامه الوظيفية، حيث تشكل هذه المعرفة؛ علامة فارقة بين النجاح والفشل، معيار للقياس بين الأشخاص الناجحون والأشخاص الفاشلون.
هناك فروق جوهرية بين المواهب hobbies (أو المواهب الفطرية Natural talents) وبين المهارات Capabilities-Skills
👈 وهي غالباً القدرات والممكنات التي يتمتع بهما معظم الناس، سوى كانت قدرات ذاتية أم مكتسبة، تتطلب صقلهما : -👈 الإدراك العميق بماهيتهما
👈 وزيادة المعارف حولهما
👈 وتطبيقهما بالخبرة العملية في الحياة.
🌺 وهما عبارة عن دائرتان متداخلتان ، بل متناغبتان في وظيفتيهما، ومنسجمتان فيما بينهما ؛ تنشأ عنهما المنطقة المُولِدة لكل من الأفكار الابتكارية والمخرجات الإبداعية، وذلك إذا ما صاحبت الأخيرة العمليات التنفيذية.
👈 أعلم أن الإدراك بهذه الحقيقة سيؤدي بك إلى سنام إرادتك وسمو نظرتك للحياة،
👈 بتحقيق العلاقة التي يغفل عنها البعض؛
👍 تمتعت بعوامل النجاح الثمانية الكبرى.
👍 وعشت حياة ناجحة وموفقة على الاطلاق.
👈 تمتعك بالأفكار الابتكارية التي مصدرها كل من (المواهب والمهارات) دائماً ما تؤهلك إلى تحقيق الأعمال والأهداف الإبداعية وتنفيذها مجسداً على أرض الواقع…
🌺 بما أن الموهبة ذاتية أي من الفطرة الإلهية،
👈 نجد أن صقل المهارة يتم بالعمل الفعلي واكتساب الخبرات في الحياة وليست من نظم التلقين في التعليم.
على ضوء ما تقدم فإن.
الموهبة Hoppies: جزء لا يتجزأ من فطرتك الذاتية Natural talents أو قدراتك العقلية، التي نشأت عليها، لتستحوذ على أفكارك ومشاعرك وسلوكك الشخصي؛ وتُشكل لماهيتك الشخصية شغفاً، وعزماً، فتُميّزك مثابرة وتّحفيزاَ Motivation في قناعاتك التي تتمتع بها أو تنفرد بها دون غيرك،......وهي التي تُشكل على أساسها معدل ثبات الفروق الفردية؛ القدرات العقلية، والميول، والسمات الشخصية.
المهارة Skills: المؤهلات الإضافية المكتسبة على قدراتك الذاتية، Capabilities-Skills وتظهر في شكل فروق في السمات الفردية، يستطيع أي شخص طبيعي أن يكتسب مهارة من المهارات إذا توفرت لديه ظواهر عمليات الإدراك الحسي، وفق فلسفة العلاقة بين محوري التأثير في الحراك الإنساني (الداخلي السامي أو الخارجي المادي الدوني)، لهذا إتقان جودة العمل مقرون بالتدريب المستمر، عن طريق استدامة ممارسات التعلم والتدريب وحضور ورش العمل مع العمل على صقلها بالتطبيق والتكرار.
7- دعوة لتغير نظرتنا تجاه العمل
قبل أن تختم هذا المقال، يمكننا توجيه الدعوة إلى ضرورة تغيير نظرتنا أو رؤيتنا تجاه ماهية إتقان العمل، بأن نؤدي أعمالنا وفق متطلبات الحياة العصرية، ومواكبة تكنولوجيا المستقبل، ملتمسين الاستعانة بالوسائل والأدوات الحديثة في التعليم والتعلم.
فإذا ما استطعنا إلى تغيير هذه النظرة، تمكنا من تشخيص وعلاج الجذور المسببة لمشاكل التقصير في العمل، والوهن الذي استشرى في حياتنا العملية.
وإذا قمنا بإجراء مزيد من الدراسات وعمليات التحليل وقمنا بوضع الحلول العملية لتحسن بيئة العمل، لتمكنا من تعزيز عاملي الجودة والكفاءة في مؤشرات أدائنا للأعمال، مما سيؤديان حتماً إلى تغيير هذا الواقع الذي أصبحنا فيه بحكم التطبع والعادة، إلى تبني وتطبيق مفهوم العمل الدؤوب.
دعونا تبني وتحسين "العمل الدؤوب" عاملا من عوامل النجاح الثمانية الكبرى، منطلقين مما جاء في هذا المقال، ومما ورد ذكره في تفسير الحديث أعلاه عن كلمة "إتقان العمل"، الذي يحثنا وجوباً على ضرورة ممارسة الأنشطة الإنسانية بمهارة عالية وتحقيق أعلى معايير الجودة والتميز.
أو كما جاء ذكره في معجم "الفيروز أبادي (محمد بن يعقوب بن محمد الفيروز آبادي) صاحب." "القاموس المحيط" الذي تناول بالشرح معنى إتقان العمل بوجهيه المترادفين، المعنى الأول "أتقن الأمر أي أحكمه....."، وتيقن من إنجازه بكفاءة واقتدار والمعنى الآخر المرادف له " الإنعام على الغير أو الإحسان " اي المحسن في عمله والمميز في مهنته والبارز في صنعته". حتى يحقق كل منا النجاح الذي ينشده في حياته.
+971507363958