1- الإِدْرَاكُ | أنواع النفس الإنسانية

Khalid Moussa idris
المؤلف Khalid Moussa idris
تاريخ النشر
آخر تحديث

الإِدْرَاكُ | أنواع النفس الإنسانية

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

الإِدْرَاكُ

يتم تعريف مفهوم "الإدراك" في علم النفس من خلال، عَقَلَ الإِنْسَانُ، الذي يشكل القوة الدافعة الذاتية لجسم الإنسان؛ الموتور أو الدينامو الداخلي (المُولد الكهربائي) الذي ينتج عنه أفكارك التي تؤمن بها وتحملها في عقلك الباطن، ومدى إدراكك بالتحديات التي تصطدم بها في حياتك، لتشكل صورة من صور الخبرات المتراكمة طوال حياتك فيما بعد، وقناعاتك التي تستلهم منها أفكارك وإدراكك على ما سبق من تجارب مكتسبة؛ لهذا تتوقف قدرتك على مجابهتها بالمرونة والحكمة الملائمة على نتائج تلك الخبرات والتجارب: وعلى قوة إدراكك بأحاسيسك ومشاعرك وسلوكك اليومي. إذن "عَقَلَ الإِنْسَانُ" يحركه الإدراك (الوعي الذاتي) ليتفاعل معه بخصائصه وظواهره الثلاثة: الإدراك الحسي والإدراك فوق الحسي أو اللاشعوري سبيلاً إلى تحقيق إدراك الحكمة أو البصيرة. حتى نفهم الإدراك بشكل سليم، يجب علينا تناوله من خلال.

  1. أنواع النفس الإنسانية.
  2. العلاقة بين الإدراك والسلوك
  3. ظواهر وخصائص عملية الإدراك
  4. فلسفة العلاقة بين محوري التأثير في الحراك الإنساني.

أنواع النفس الإنسانية

دعونا نتحدث عن أنواع النفس الإنسانية، مدخلاً لماهية الإدراك.

النفس الأمارة بالسوء 

وهي النفس التي تأمر الإنسان بالسيئات والذنوب، } وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ(سُورَةُ يوسف: الآية 53/111).

حيث يجب علينا مجاهدة هذه النفس وإخضاعها للسير على صراط الله المستقيم (وهو أعظم جهاد)، ومن أعظم الأسلحة التي تعين على جهاد هذه النفس.

  • التزكية والصلاح مع تعزيز عوامل الطاقة الإيجابية!!!
  • العلم النافع لأن الجهل من أعوان النفس الأمارة بالسوء.

النفس اللوامة

وهي النفس التي تندَم بعد ارتكاب المعاصي والذنوب فتلوم نفسها، والتي قال عنها الحق تعالى {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}. (سورة القيامة (2/40)).

النفس المطمئنة

وهي النفس الآمنة التي لا يستفزها خوف ولا حزن، والواصلة إلى مرحلة الاطمئنان ومنطقة الراحة والطاعة التامة لأوامر الله تعالى والمشمولة بعناياته الربانية، وهي أيضاً النفس المؤمنة والمصدّقِة والموقِنة بأن الله خالقها وربها، المُسّلِمة لأمر حمده تعالى فيما هو فاعل بها، والتي خاطبها الله في القرآن الكريم بـ {يَأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} (الفجر الآية 27/30).

وذكرها في {الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ الله أَلَا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد 28/43). 

النفس الراضية

وهي النفس التي رضيت بما أُوتيت من خير أو خير مؤجل (عكس ما نعتقده شراً)، أي أنها نفس طامحة ليست طامعة، مصدرها بؤرة اليقين بمآل الله تعالى.

{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً} (الفجر 28/30). 

النفس المرضية

وهي النفس التي رضي الله عَزَّ و جَلَّ عنها والتي قال عنها القرآن الكريم} يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً { ))من المؤمنين رجال صدقوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ( سورة الأحزاب الآية 23/73). 

النفس المُلْهَمة

هي التي قطعت كلّ السبل أمام أنواع الشرور. متوجّهةً إلى ربها عزّ وجلّ في حركاتها وسكناتها، وتتجلّى فيها المواهب الإلهيّة بقدر ما فيها من الصفاء والنقاء والطهارة، وإن الله ليُلهِمُها الحسنى والطيّبات وما يُفضي إلى رضوانه جلّ جلاله.

﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (سُورَةُ العَنْكَبوتِ: 69/29).

﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ (سُورَةُ الشَّمْسِ: 7/91-8( 

النفس الزكيّة

أو النفس الصافية، الكاملة، قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ (سُورَةُ الشَّمْسِ: 9/91) وهي النفس الوحيدة في الدنيا، نفس الحبيب المصطفى، صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. صلوا عليه وسلموا.

العلاقة بين الإدراك والسلوك

إذا تحكمت في أفكارك وأحاسيسك تحكمت في سلوكك، فتصبح حياتك نجاح وسعادة بلا حدود.

لهذا فإن الإدراك: 

مصطلح يطلق على العملية العقلية، القدرة على تدبر الأشياء من حولنا، أو الفكرة الناشئة التي نعرف بواسطتها العالم الخارجي أو ندرك بها ما حولنا بالوعي الذاتي (Awareness) ويتم ترجمته من خلال العقل الواعي سلوكاً فردياً بتنبيه من أحد الأعضاء الحسية الخمسة (والتي تعمل على تلقي، وتحليل، واختيار وتنظيم وتقييم تلك المعلومات الحسية وإجراء المفاضلة فيما بين القرارات المستنبطة من الفكرة وحتى ظهورها أو تأثيرها في السلوك).

{{... المهارات الشخصية تبدأ مع الإدراك ...}}

يشكل الإدراك 50% من النجاح: بينما يشكل عدم الإدراك 50% من الفشل.

ظواهر وخصائص عملية الإدراك

يقول أحد الصالحين في الأثر عن مختصر الحكمة والبصيرة. 

أن النور له الكشف والبصيرة لها الحكم والقلب له الإقبال والإدبار

وتعني هذه الجملة أن: 

النور الذي يقذفه الله في قلب المريد؛ هو العلم الفطري السامي أو الأنوار الباطنية، 

له الكشف: أي كشف المعاني كحُسن الطاعة وقُبح المعَصّية،  

والبصيرة: التي هي عين القلب لأهل اليمين والحكمة. 

لها الحُكم أي إدراك الأمر الذي شاهدته وكُشف لها عنه بالنور. 

فإنه كما لا يمكن إدراك البصر للمحسوسات المادية إلا بالأنوار الظاهرة كالشمس والسراج.  فإنه لا يمكن إدراك البصيرة لشيء من المعاني إلا بالأنوار الباطنية. 

والقلب له الإقبال على ما كُشف للبصيرة وحكمت بحسنه وضياءه كالطاعة.

والإدبار: عما كشف لها وحكمت بقبحه وظلامه كالمعصية، حينئذ ستتبعه الجوارح – فيبرز السلوك وحُسْنُ القَامَة والشخصية المؤمنة بكل ظواهر وخصائص عمليات الإدراك.

لهذا يمكننا تناول ظواهر وخصائص عملية الإدراك من حيث. 

  • الادراك الحسي.
  • الإدراك فوق الحسي الفائق.
  • إدراك الحكمة أو البصيرة.

1. الادراك الحسي وهو كل شيء مرتبط بالجسد المادي (تتكون عملية الإدراك الحسي من ثلاثة عناصر رئيسية).

  • الإحساس بالبيئة المحيطة.
  • الانتباه للأحداث
  • التفسير أو الدراسة والتحليل.

 

2. الإدراك فوق الحسي (الإدراك الحسي الفائق أو كل شيء مرتبط بعالم الروح).

  • توارد الأفكار(تخاطر): ((... وهي ظاهرة انتقال الأفكار والصور العقلية بين شخصين من دون الاستعانة بأية حاسة من الحواس الخمسة...)).
  • الإدراك المسبق: ((...هو القدرة على توقع أحداث مستقبلية قبل وقوعها ...)).
  • الاستشعار: ((...هو القدرة على اكتساب معلومات عن حادثة بعيدة أو جسم بعيد من غير تدخل أية حاسة من الحواس...)) وأضيف من عندي.
  • إدراك المعايشة أو التجربة: ((القدرة على القيام بأفعال صحيحة بناءً على تجارب ومعايشة سابقة)).
 {سياقة المركبات أثناء الاندماج في مكالمة هاتفية – وايضاً سياقة المخمور، وقاكم الله من شرور المعاصي}
  • الرؤى والأحلام: المستمدة من العقل اللاواعي أو اللاشعوري أثناء النوم، إدراك لا تكذيب فيه أو إدراك لا يتجمل إطلاقاً، فهو صادق صدق طبيعته.    

3. إدراك الحكمة أو البصيرة (أصحاب اليمين)، (عين في القلب تدرك بها الأمور المعنوية كما أن العين الباصرة تدرك بها الأمور الحسية).

  • بصيرة في الأسماء والصِّفات.
  • بصيرة في الأمرِ والنَّهي..
  • بصيرة في الوعد والوعيد.

يندرج تحت هذا النوع الأخير(البصيرة في الوعد والوعيد)، عوالم ما وراء الوعي المادي، أو ما وراء الطبيعة (الميتافيزيقيا) Metaphysics ومن لديهم ملكة السفر في الفضاء الروحي اللامتناهي، الماورائيات أو الميتافيرس Metaverse عوالم غير المحددة مكانياً أو زمانياً، عوالم افتراضية يتجه إليها العالم حالياً. هدفاً اختيارياً أو افتراضياً وهو ما نشهده حالياً ويتم تناوله في الإعلام، أو طبيعياً، وهم من يسمونهم بأطفال بذور القمر، بعضهم يتمتعون بمواصفات في وعيهم الأرضي، بينما وعي بعضهم الآخر يتمتع بمواصفات فضائية، كاشفة لما خلف الواقع الملموس، لعالم الغيب كما يدعون، رغم أن الغيب المطلق بأمر الله وحدة تعالى، إقراراً وإيماناً بعقيدتنا.


ثم ماذا بعد؟، حتى نفهم ماهية عمليات الإدراك.

فلسفة العلاقة بين محوري التأثير في الحراك الإنساني

نجد أن نظرتنا تجاه فلسفة العلاقة بين محوري التأثير في الحراك الإنساني، يتوقف على أننا؛ ولدنا ونشأنا بتأثير العوامل الحسية، السمع والرؤية والشم واللمس والذوق، وهي عوامل تعمل جميعها على برمجة العيش والحياة من حولنا، أو التأثير على الإنسان من الخارج إلى الداخل، من القاع (المادي) إلى القمة (الروحية).

باعتبار أن تأثير الوسط المادي يسيطر على التأثير الحسي أو الروحي، من الادنى (المادي الجسدي) إلى الأسمى (الفطرة الإلهية)، ولكن  يجب أن لأا تسير الأمور بهذه الطريقة. فالله تعالى يحثنا على العمل من الأسمى إلى الأدنى، من القمة نزولاً إلى القاع. وهذا مفهوم خاطئ لدى غالبية الناس، ويعكس ما هو شائع ومحسوس تجاه فلسفة العلاقة بين محاور التأثير في الحراك الإنساني.

 فإذا كنت لا بد ستعمل في تناغم مع إدراك الفطرة الإلهية أو قوانين الجذب المدعاة لتعزيز طبيعة الوجود، سيكون عليك العمل من الفكرة، التي مصدرها إدراك العقل في القمة، نزولاً وهبوطاً إلى قاعها، أي ليس بالنظر إلى الشيء المادي الدوني (السفلي)...أو ليس من ذاك الناشئ والمنتج (في القاع)، صعوداً إلى الفكرة الروحية.

بل عليك أن تبدأ بالفكرة الروحية التي ينتج عنها الإدراك في أسمى معانيه، أي عليك إعمال العقل الروحي السامي وتوجيهه للسيطرة على كل ما هو مادي دوني حولك. وهو ما يتفق مع الخريطة التي أعتمدها في حياتي، حصرياً.

فإذا ما استوعبنا الحياة بهذه الفلسفة. سنجد أن الجميع لديه كتاب بداخله ليؤلفه، وليس لمُؤَلَّفِ أو قصة أو رواية أو قصيدة؛ أن يُوجدَ (أو يُخلق من العدم) مؤلفاً أو كاتباً أو قاصاً أو راوياً أو شاعراً .

كما لا يوجد مُنتجاً ما أو اكتشافاً أو فكرة في الحياة؛ دون وجود المنتج له أو المكتشف أو المفكر على وجوده. وهو الله الخالق الأوحد دون شريك له، وهكذا، فإن الإنسان (المادي الدوني) تحكمه الروح والعناية الإلهية، فتمسكوا بقدرة الله الحافظ، "قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ " وهو حسبنا ونعم الوكيل.

الخلاصة: 

{{...الأحاسيس هي وقود الانسان، والمحرك الاساسي لسلوكه، كما هي مع المشاعر والعواطف، تشكل عقيدة الإنسان الروحية المرتبطة أولاٍ وقبل كل شيء بالخالق سبحانه وتعالى، ليؤمن الانسان بالله تعالى، ويوحده، ويطيعه ويُخلص له الطاعة، فإذا أخلص النية لله تعالى أدرك الذات الأسمى (الفطرة الإلهية) وأدرك فتن الحياة وإغراءات الشيطان، وعندئذ فقط، سيلهمه الله إرادة الإدراك بدوره وتجاه القيام بمسؤولياته الإنسانية في أكمل وجه (تمكين الإنسانية) ... }}

 (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) (سورة الرعد، الآية 11).

إذن ما المطلوب تجاه الإِدْرَاكُ؟

1. إدراكك    بـأفكارك ... التي تحملها في عقلك الباطن   (من الفطرة/الموهبة)
2. وإدراكك لتحدياتك .... التي تتوقعها وتلك الأخرى التي لا تتوقع حدوثها (وتُشكل فيما بعد مهاراتك)
3. وإدراكك بأحاسيسك ومشاعرك وأعصابك التي ستحكم سلوكك (حتى تبني عليها حكمتك).

 

مقتطفات من خواطري وذكرياتي وخفايا خفوق طالما نشرتها في حساباتي وعلى صفحاتي الرقمية في وسائط التواصل الاجتماعي.
خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)


خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

خواطرو وذكريات وخفايا خفوق (01)

تقبلوا فائق تحياتي
المستشار الهندسي/ خالد موسى إدريس

+971507363958

تعليقات

عدد التعليقات : 0