الاضطراب الرقمي (Digital Disruption)
يدفع المؤسسات إلى التحول الرقمي (Digital Transformation-DX)
ليساهما بدورهما في التنمية المستدامة
م. خالد إدريس - دبي في 11-11-2021
تمهيد
الشاهد للنمو والتطور في شتى مجالات الحياة من حولنا، سيكتشف بما لا يدع مجالاً للشك والريبة، بأن هناك ارتباطاً وثيقاً بين العولمة والرقمنة المعاصرة، وأن النمو والتطور المستدامان، باتا سلوكاً جمعياً يحكم العالم، بل أصبحا يدفعان بالأفراد والمجتمعات إلى ضرورة استئناس العديد من المفردات اللغوية الحديثة، مما أدى استخدامهما في الحياة المعاصرة بكثرة، إلى شيوع وتداول المزيد من المفاهيم والمصطلحات الجديدة، وخاصة المتعلقة بمجال التقانة المعلوماتية؛ مثل الموجهات والمحركات والذكاء الاصطناعي، وسلسلة الكُتل، والواقع المعزز، وغيرها.
نجد أن المفردات التي نذكرها في أحاديثنا اليومية والمفاهيم والمصطلحات التي نتداولها في مكاتبنا، قد كثرت، كما استحوذت بالطبع على وسائل الأعلام والاتصال اليومية، إلى أن أصبحت حاضرة بشدة في حياتنا العامة، وذلك لاعتبارات عديدة، منها ارتباطها بكل من أهداف التنمية المستدامة، ومؤشرات التنافسية العالمية.
كما يرجع الارتباط لحداثتها، فقد أصبحت المفاهيم والمصطلحات سمة من سمات هذا العصر، وتُشكل مُقوماً من المُقومات الضرورية، يجب مجاراتها ومواكبتها لحياة كريمة وناجحة على مستوى الأفراد والمجتمعات والكيانات المؤسسية.
ولكن أحياناً قد يصعب مواكبتها ومجاراتها بنفس الطرق التقليدية التي كانت سائدة فيما مضى، أو كانت تُستخدم لنمو وتطور المجتمعات، إلى أن ظهر ما سمى بمفهوم الاضطراب الرقمي (Digital Disruption)، ليُعبر عن قصورنا والعقبات التي تواجهنا أثناء سعينا نحو تبني وتطبيق نظم الإدارة الحديثة، كتحقيق متطلبات النضج الإداري، ومعالجة تحديات حوكمة المؤسسات والشركات، بالإضافة إلى التحول الرقمي، حيث يرجع كل ذلك لطريقة تفاعلنا مع التقنيات الحديثة وعجزنا على مواكبتها أو مجاراة أحدث موجهاتها ومحركاتها.
يأتي الاضطراب الرقمي عادة، في ظل الظروف التي ظهرت في عالم الأعمال، أو نتيجة للتدافع أو التسابق المحموم تجاه تبني وتطبيق أحدث مفاهيم الإدارة الرشيدة وحوكمة المؤسسات والتحول في استراتيجيات الأعمال.
مقدمة
الاضطراب الرقمي وتأثيره في التنمية المستدامة
أعلى المنظمات الدولية والأكاديمية ومراكز الأبحاث وغيرها من المؤسسات والشركات المعنية بالتحول الرقمي، العمل على استقطاب أحدث النظريات والممارسات والسياسات في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى الاستعانة بنُظم تعمل كمنصات للعولمة والرقمنة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، مع محاولة المزج بينهما لتطويع وتضمين الأفكار الابتكارية سبيلاً إلى تعزيز عوامل النضج الإداري في مؤسساتنا العامة والخاصة والشركات، ومن ثم المساهمة الفاعلة إلى تحقيق أفضل مؤشرات التنافسية العالمية، والتي تتطلب بالضرورة؛ القدرة على معالجة حالات الاضطراب في مجال التقانة المعلوماتية والموازنة بين تحديات كل من العولمة والرقمنة.
لضمان تحسين الاتساق التام بين متطلبات النمو في أهداف التنمية المستدامة وتحديات العولمة، ظهرت حاجتنا للموازنة بين عدد من المحركات التي جاءت بها مفاهيم استشراف المستقبل، ومتطلبات توفير المعينات الأولية لتحقيق كل من التطور والتحول، على مستوى الكيانات المؤسسية ووحدات العمل التنظيمية في شركات العالم أجمع، وما يشكله الاضطراب من تحدي يحول دون تحقيق النمو المستدام في جميع القطاعات الحياتية، وخاصة القطاعات الحيوية منها.
لهذا فأن الاضطراب قد يُشكل تحدياً يعاني منه الجميع، ومشكلة معاصرة امتدت آثارها إلى العديد من المجالات والاتجاهات، كما في تقنيات النظم الرقمية، بصور عديدة ومختلفة لنظم وتطبيقات برمجية وعمليات تحليل للبيانات الضخمة، حتى ظهرت كعوامل (خارجية إيجابية وداخلية سلبية) يجب معالجتها قبل أن تتفاقم من جراء زيادة الحاجة إلى عالم رقمنة البيانات والمعاملات والأصول الافتراضية، وهو عالم الميتافيرس، بتحسين السلوك الأخلاقي لقطاعات الأعمال ولحياة المجتمعات.
لهذا فقد أصبح مفهوم "الاضطراب الرقمي" يشير إلى التغيير الذي يُحدث سلوكاً مُغايراً في الحياة الطبيعية، وذلك عندما تؤثر التقنيات الرقمية أو نماذج الأعمال والأنظمة الحديثة التي تعمل بها، على تغيير صورة من صور تدفق الممارسات والإجراءات التقليدية التي كانت سائدة في الماضي، أو أنشطة العمليات التشغيلية والصناعية التي كانت مستخدمة فيما سبق، أي أثناء إنتاج السلع والمنتجات أو أثناء عرضها ومناولتها وتقديمها في صورة خدمات إدارية.
ورغم أن تعبير "الاضطراب" يُشكل مفهوماً عاماً كثيراً ما يُستخدم في عالم الرقمنة، إلا أنه بات مرتبطاً بأنشطة وإجراءات العمليات الاستهلاكية بشكل خاص، ليُشار إليه في هذه الحالة بمصطلح قد يكون غريباً أو غير مشاعاً لدى بعض شعوب عالمنا العربي؛ وهو مصطلح "استهلاك تقنية المعلومات"Consumerization of I.T." نسبة إلى العلاقة المضطردة بين زيادة ظهور التقنيات الجديدة وضروريات مواكبتها وتطبيقها من ناحية، ومن الناحية الأخرى إلى احتماليات حدوث حالات من القصور قد تطال استخدام المنتجات والخدمات الرقمية، أو حالات لعيوب مباشرة أو غير مباشرة، تظهر أثناء الاستفادة منها في صورتها التقليدية السائدة،
أي حالات العيوب المرتبطة بتحقيق المنافع والضمانات (Utilities & Warranty) في قيمة المنتجات والخدمات المقدمة، أو القيمة المضافة أو المشتركة المتولدة لدى المستهلكين والعملاء مع ما يجب التغيير ويتطلب المواكبة في المفاهيم والقناعات والسلوك تجاه المنتجات والخدمات نفسها.
حيث يمكن التحقق من مضمون الفقرة السابقة، بناءً على الاستبيانات المجمعة من العملاء وردود أفعالهم ومدى استحسانهم تجاه المنتجات والخدمات، بينما يجب إعادة النظر في ظواهر الاضطراب الحاصل في نظم التقانة بإجراء الدراسات المتعلقة بعلوم البيانات الضخمة المعاصرة، وتحليل القراءات والبيانات الإحصائية المتاحة على المنتجات والخدمات، ومن ثم الاستفادة منها في تحليل المشاكل ومعالجتها ضمن الخطة الاستراتيجية المعتمدة، أو كحالة لدراسة الممكنات دون المحتملات والمفضلات المستمدة من مفاهيم أو علوم استشراف المستقبل القريب أو على المدى البعيد.
على أن تُشكل المعالجات المرصودة أو المستهدفة سلوكاً آمناً يحقق الحد الأدنى من الضمانات، بالإضافة إلى تحقيق أفضل مستويات الرضا والإحسان بين العملاء والمستفيدين من المنتجات والخدمات.
ومن ثم صياغة خارطة للطريق نحو التغيير والتحول الفاعل، من خلال إدارة استراتيجية متميزة ومواكبة لأنماط وسيناريوهات الأعمال وبعض أشهر نماذج الأعمال الممنهجة أو المعاصرة. وذلك حتى تكون الأهداف المتوقعة مستدامة بشكل أكثر فاعلية وأقوى حضوراً وأثراً عن الوسائل التقنية السابقة.
أو تغييراً ملموساً يحقق أعلى مؤشرات الفاعلية، مع سرعة تبني وتطبيق أفضل السيناريوهات والاستراتيجيات للتحول الرقمي، وفق نظم وآليات معتمدة عالمياً. وهو ما سنتطرق إليه على صفحات هذا الكتاب، بضرورة التحول من الهياكل الإدارية التقليدية إلى تدفق ممارسات الإدارة الراشدة، المتمثلة في استراتيجيات تطوير هياكل العمل التقنية Digital Business Strategies
وذلك حتى تتمكن المؤسسات من معالجة تحديات الاضطراب الرقمي في أنشطة عملياتها التنفيذية، بتحقيق جملة من التغيرات الجذرية المرجوة على مواكبة تحديات العصر مع تحقيق أهداف ومتطلبات البقاء والتنافس ضمن اقتصاديات المعرفة الموجهة أو المبنية بالانتقال من المنتجات إلى الحلول (from Products to Solutions).
وهكذا نجد أن تعزيز أهداف ومؤشرات التنافسية العالمية على مستوى حكومات الدول، وإدارات المدن الذكية والمجتمعات المتطلعة للمستقبل. يجب أن يتم بتحديث وتطوير التقنيات الرقمية ومواكبتها، وهو ما سيقودنا بالضرورة إلى تبني وتطبيق الحلول المثلى عند معالجة مشاكل الاضطراب الرقمي والحد من عيوبه وآثاره الجانبية.
لهذا فإن معالجة هذا القصور والاستعداد له بشكل استباقي Proactively والعمل على تحديد معالمه، أصبح تحدياً معاصراً، يستحوذ على عقول المطورين والمفكرين العاملين بتلك المؤسسات والمنظمات الاُممية وكبرى الشركات العالمية المعنية على ضرورة التصدي لمآل هذا الاضطراب، أي بناءً على قراءات واحصاءات مبنية على دراسة وتحليل الحاضر واستشراف كل من المستقبل القريب والبعيد.
على أن يتم تحديد الرؤى الممكنة وصياغتها على مستوى غايات المؤسسات وحكومات الدول وإدارات المدن الذكية بعد استشراف المستقبل، وصياغة خارطة للطريق واضحة المعالم والمسارات وسيناريوهات العمل. من خلال تطوير سياسات التعليم وإعادة تأهيل المهنيين والحرفيين على الأدوات والآليات التقنية الحديثة.
تؤدي عمليات التحول في الغالب إلى تغييرات ملموسة في كفاءة الأعمال وجودة المنتجات والخدمات للشركات والمؤسسات، بالإضافة إلى تحسين سمعتها وشهرتها لارتباطهما بكيفية خلق وإنشاء المنتجات وتقديم ومناولة الخدمات. والحلول.
وهناك عوامل أخرى عديدة، تدخل معظمها ضمن مفاهيم أعلى مستويات النضج الإداري ومبادئ التميز المؤسسي، منها قدرة الشركة/المؤسسة على تحليل ودراسة توقعات العملاء وسلوكياتهم، وعرض وتقديم الحلول الرقمية، في ظل تحديات المنافسة الشرسة في الأسواق، بما تخدم تميزها وريادتها بين باقي مكونات نفس القطاع، طالما تبني التحول تغييراً في استراتيجيات الأعمال الرقمية، التي تدير بها الشركة/المؤسسة أعمالها على المستوى الفردي (الموارد البشرية العاملة) أو تحسين هيكلها التنظيمي أو إدارة الجانب الصناعي أو المجتمعي.
بالإضافة إلى أن تكون لتلك المعالجات أهدافاً لمعالم استراتيجية مستدامة يجب تحقيقها بشكل أكثر فعالية وأقوى حضوراً ومعاصرة للواقع عند استخدام الوسائل التقليدية السابقة، أو أكثر أثراً تجاه تحديات النمو والتطوير في المجتمعات مع الاستعانة بها في تحقيق الرؤى والغايات المستهدفة. للتنمية المستدامة.
لهذا بات العالم يتجه بسرعة نحو تبني وتطبيق أحدث مفاهيم الإدارة الراشدة وخاصة فيما يتعلق بمفاهيم الحوكمة المؤسسية لتحقق بها أعلى مستويات النضج الإداري والتميز والريادة للمؤسسات والشركات بأحدث سيناريوهات وأنماط استراتيجيات التحول الرقمي (Digital Transformation-DX).
أمثلة عن الاضطراب الرقمي
- تسببت الكاميرات الرقمية في اضطراب صناعة التصوير
الفوتوغرافي للأفلام ومعالجة الصور بالكاميرات التناظرية.
- تسبب نموذج أعمال الاقتصاد التشاركي (شركات مثل Amazon و Netflix )، في حدوث
اضطراب في وسائل الإعلام وصناعات الترفيه من خلال تغيير كيفية وصول العملاء
إلى المحتوى وتحقيق الدخل من قبل المعلنين.
- العلامات التجارية المشهورة للمنتجات والخدمات LinkedIn أو Dropbox، سمحت
للمستخدمين بتجربة المنتجات والخدمات مع خيار الدفع اللاحق أو مقابل العرض
الكامل.
- أدى مفهوم الخدمات عند الطلب Service on Deamand، مثل خدمة Uber، إلى تعطيل
الخدمات التقليدية مثل إمتلاك سيارات الأجرة للشركات.
- ظهور أجهزة القراءة الإلكترونية أدى إلى إعادة تعريف
صناعة الطباعة والنشر.
- سيؤدي ظهور تقنية ميتافيرس الحديثة لشركة ميتا الحديثة FaceBook إلى انتشار عالم الواقع الافتراضي في العديد من صور الحياة، مقال الواقع الافتراضي والمعزز والمُدمج.
لهذا من المتوقع أن يُشكل "التحول
الرقمي" تحدياً معاصراً بالنسبة للمؤسسات والشركات، وفق نظم وآليات وهياكل
عمل معتمدة عالمياً، ستعمل جميعها في نطاق تعزيز الممكنات المؤسسية من موارد تقنية
حديثة وقدرات مواردها البشرية، نحو معالجة تحديات الاضطراب الرقمي (Digital Disruption)، ومحاولات الخروج من دائرة
التطوير أو التحديث الرقمي
(Digital Modernization) ،
إلى التحول إلى استراتيجيات حلول الأعمال.
هذه الدائرة التي استحوذت على عقول
بعض المهتمين وباتت تشكل عائقاً يصعب تخطيه وعلاجه أو الحيلولة دون اختراقه أو
الخروج منه إلى عالم الإبداع ومراكز الابتكار ومعاملها، هذا بالإضافة إلى أنها
غالباً ما تستنفذ طاقات وحدات العمل المعنية بالتقانة المعلوماتية، ومسؤولياتها
مما أفقدت العديد منها دورها على استشراف المستقبل والتخطيط والاستعداد له.
آليات معالجة الاضطراب الرقمي
Digital Disruption Treatment Mechanisms
التعريف بمفهوم الاضطراب الرقمي والتوعية بين الموارد البشرية، وإكساب المهارات التعامل معه، والحد من آثاره، مع تحديد وحصر صور الاضطراب الشائعة بالمؤسسة. والتعرف على الطرق الحديثة والناجحة على استخدام نماذج الأعمال المعتمدة كما لدى بعض المؤسسات العامة والشركات العالمية مثلDell) و (Netflix
مع إجراء الدراسات التحليلية لتحديد ما تعانيه المؤسسة من صور الاضطراب الرقمي، وفي أنظمتها وتطبيقاتها وخدماتها الذكية، والعمل على ملاءمتها بكل من أسس التحول الرقمي وطبيعة دورة حياة معالم ومؤشرات التنافسية العالمية المستهدفة، كما يتطلب تحقيق المعالجة المناسبة والمرحلية للاضطراب الرقمي توزيع عوامل الابتكار بالمؤسسة، وتوزيع عمليات التغيير التكنولوجي إلى مراحل متتابعة والعمل على سرعة الانتهاء من استراتيجية أعمال التحول الرقمي.
- تطوير سياسات التعليم وإعادة تأهيل المهنيين والحرفيين على الأدوات والآليات الحديثة.
- التعريف بمفهوم الاضطراب الرقمي والتوعية بين الموارد البشرية.
- إكساب المهارات الضرورية على كيفية التعامل مع الاضطراب الرقمي للحد من آثاره.
- تحديد وحصر صور الاضطراب الشائعة بالمؤسسة.
- التعرف على الطرق الحديثة على استخدام نماذج الأعمال الناجحة.
- إجراء الدراسات التحليلية لتحديد ما تعانيه المؤسسة من صور الاضطراب الرقمي في أنظمتها وتطبيقاتها وخدماتها الذكية بشكل محدد.
- العمل على ملاءمة الحلول بكل من أسس التحول الرقمي وطبيعة دورة حياة معالم ومؤشرات التنافسية العالمية المستهدفة،
- تحقيق المعالجة المناسبة والمرحلية للاضطراب الرقمي وتوزيع عوامل الابتكار بالمؤسسة،
- توزيع عمليات التغيير التكنولوجي إلى مراحل متتابعة والعمل على سرعة الانتهاء من استراتيجية أعمال التحول الرقمي.
- رغم كل ما سبق، إلا أن المؤمل عالمياً ألا يتأثر العنصر البشري أو المجتمع بأي صورة سلبية في شتى مناحي الحياة المعاصرة إذا تبنى مفهوم التحول الرقمي لمعالجة الاضطراب الرقمي.
التحديث الرقمي Digital Modernization-DM
من المعروف أن العالم يتجه بسرعة نحو تبني وتطبيق أحدث مفاهيم الإدارة الراشدة والمتمثلة في التحديث الرقمي Digital Modernization-DM والتي تُعتبر الرقمنة Digitalization أحد أهم خصائص التطوير لأنشطة العمليات الرقمية، خاصة فيما يتعلق بمفاهيم الحوكمة المؤسسية لتحقق بها أعلى مستويات النضج الإداري والتميز والريادة للمؤسسات والشركات بأحدث سيناريوهات وأنماط استراتيجيات التحول الرقمي (Digital Transformation-DX).
الرقمنة : DIGITALIZATION
مصطلح تقني بحت، يعني
بعمليات تحويل البيانات إلى تنسيق رقمي بلغة النظام الثنائي BiTs Binary Digits-، حيث يتم تحويل البيانات وتنظيمها في شكل معلومات باستخدام لغات الأجهزة (Machine Languages) ، ليمكن قراءتها والتفاعل معها أو معالجتها بالأجهزة الرقمية
المناسبة.
بالإضافة
إلى
التعبئة: MOBILIZATION
مصطلح أو مفهوم عسكري،
كما في حالة التعبئة الخلفية أثناء المعارك، حيث تعد من الاستراتيجيات العسكرية
الضرورية في المجال العسكري، لعمليات تجميع وتجهيز الإمدادات وتفعيلها أو تناولها
في صورة معينات ثانوية، يستخدم هذا المصطلح في المجال الإداري/التقني وخاصة عند
تطوير أو تحديث أنشطة العمليات وأنظمة الخدمات الذكية
التعزيز بالزيادة: AUGMENTATION
تعزيز أنشطة العمليات
والإجراءات بالزيادة في الخصائص والمميزات (الحجم أو الكمية أو النوعية أو زمن
تقديم الخدمة أو تحسين مناولتها مع الآخرين). كما في مجال تطوير التطبيقات
البرمجية والتفاعل مع مواقع الإنترنت، وإجراء المعالجات عبر وسائط التخزين
السحابي.
إزالة الوسطاء: DISINTERMEDIATION
الحد من استخدام الوسطاء
في سلسلة التوريد مثلاً، أو "الاستغناء كلياً من الوسطاء" في أنشطة
العمليات والمعاملات الإدارية أو التجارية، كالاكتفاء بنماذج الاستبيانات من على
مواقع الإنترنت...الاستعانة بمفاهيم تقنية سلسلة الكتل (BlockChain) واستخدام الطائرات المسيرة ذاتياً. بينما استخراج الشهادات
وإصدار الجوازات ورخص السياقة إذا كان مكتملاً (متضمناً لإجراءات الدفع
الإلكتروني)، يُعتبر خدمات ذكية فقط.
الأتمتة
/التشغيل الآلي: Automation
تنفيذ أنشطة العمليات
والإجراءات المتعلقة بإنتاج ومعالجة وتقديم المنتجات والخدمات وتوصيلها أو
مناولتها آلياً أو بأقل قدر من المساعدة أو التدخل البشري. وهي المنصة التقنية
التي تنطلق منها أو عليها جميع نظم التقنيات الحديثة والتي استحوذت على وظائف
العصر. كإنترنت الأشياء (Internet of Things-IoT) وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وغيرها من تقنيات العصر.
مُرتكزات التحول الرقمي
لهذا فإن التحول الرقمي سيشكل تحدياً معاصراً بالنسبة للمؤسسات والشركات،
ولكن وفق نظم وآليات وهياكل عمل معتمدة عالمياً، ستعمل جميعها في نطاق تعزيز
الممكنات المؤسسية من موارد تقنية حديثة وقدرات مواردها البشرية، نحو معالجة
تحديات الاضطراب الرقمي (Digital Disruption)، ومحاولات الخروج من دائرة التطوير أو التحديث الرقمي (Digital Modernization) إلى التحول إلى استراتيجيات حلول الأعمال.
هذه الدائرة التي استحوذت
على عقول بعض المهتمين وباتت تشكل عائقاً يصعب تخطيه والحيلولة دون اختراقه أو
الخروج منه إلى عالم الإبداع ومراكز الابتكار ومعاملها، هذا بالإضافة إلى أنها
غالباً ما تستنفذ طاقات وحدات العمل المعنية بالتقانة المعلوماتية، ومسؤولياتها
مما أفقدت العديد منها دورها على استشراف المستقبل والتخطيط والاستعداد له.
للتحول الرقمي خمس
مُرتكزات ليست التكنولوجيا إحدى هذه المُرتكزات، وإن كانت تمثل النظم التكنولوجية
أو التقنية منصة الانطلاق الأساسية التي ترتكز عليها عالم التحول
الرقمي، وهي:
-
1. مراعاة وتحقيق
متطلبات العملاء (Clients Or Customers).
2. القدرة الكافية
على منافسة السوق (Competition) والإدراك بآليات المنافسين وكيفية التميز عليهم.
3. القدرة على
تحليل البيانات المتاحة (DATA) والاستفادة منها في اتخاذ القرارات للتنبؤ بالاتجاهات
المستقبلية.
4. تبني وتطبيق
عوامل ومراكز الابتكار (Innovation)، والاستفادة منها في تعزيز ثقافة مؤسسية راسخة ومواكبة تطور في
الأنظمة الإدارية والتشغيلية.
5. توفير القيمة
المشتركة / المتولدة (Co-created-Value) في المنتجات أو الخدمات، لترتقي بالمؤسسة إلى حلول الخدمات
الذكية.
تساهم هذه المُرتكزات مجتمعة، تحقيق جملة من التغيرات
الجذرية نحو مواكبة تحديات هذا العصر كما تقدم، مع مراعاة تحقيق رضا العملاء
ومحاولة فهم متطلبات العملاء والمستفيدين وتجاربهم من منتجات المؤسسة وخدماتها، مع
الإدراك الكافي بتحديات السوق والمنافسين.
من وجهة نظري، لم
تٌعد معايير القياس التقليدية تتماشى مع العالم الافتراضي القادم أو الذي بدأ
بإعلان مشروع فيس بوك الجديد ميتافيرس Metaverse، حيث بات البعض يتخوف من تعاظم نسب العطالة في العالم من
جراء تبني وتطبيق مفاهيم التحول الرقمي على مستوى المؤسسات والدول، لأن تعريف
العاطل المعاصر هو من تأهل تأهيلاً كاملاً لإداء نفس العمل الذي يقوم به عامل آخر
يعمل في نفس بيئة العمل.
بالإضافة إلى القدرة على
دراسة وتحليل البيانات المتعلقة بمجال العمل والاستفادة منها في اتخاذ القرارات
والتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية، هذا فضلاً عن تبني وتطبيق عوامل الابتكار
والاستفادة منها في تحسين إجراءات العمل وتحقيق النضج الإداري والتميز والريادة
على كامل أعمال المؤسسة أو الشركة.
مع توفير القيمة المشتركة
أو توليدها في كل من المنتجات ونوعية الخدمات الإدارية سبيلاً إلى تحقيق متطلبات
البقاء والتنافس ضمن اقتصاديات المعرفة الموجهة أو المبنية على البيانات، والارتقاء
بها لمصاف الخدمات الذكية.
أي أن الانتقال من مفهوم
المنتجات إلى مفهوم الحلول (from Products to Solutions)، بات يشكل سراً من أهم الأسرار التي تتبناها المؤسسات على مستوى
حكومات الدول وإدارات المدن الذكية والمجتمعات الذكية والشركات الناجحة بالدول
الصناعية الكبرى، سبيلاً إلى تعزيز التحول الرقمي وتحقيق أهداف معايير التنافسية
العالمية.
الخاتمة
مواكبة التقنيات الرقمية
الحديثة هي بالضرورة الحل الأمثل لمعالجة جملة من المشاكل المعاصرة، ولكن رغم ذلك
نجد أن الخروج من دائرتي الاضطراب الرقمي (Digital Disruption) والتحديث الرقمي (Digital Modernization) هو الأمر الأهم الذي يشغل عقول المطورين والمفكرين حالياً، مما
جعل من تبني وتطبيق مفاهيم التحول الرقمي هو أكبر تحدي للمؤسسات والشركات هذه
الأيام. أي أن الغاية من تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs) هي تحقيق الرقمية المستدامة بناءً على معالجة تحديات العولمة
وتطوير الاقتصادات الرقمية في المؤسسات والشركات في جميع أنحاء العالم.
إن لم يُعد العالم قادراً
على الموازنة بين التحول الرقمي DX وتقليل نسبة العطالة النوعية، سيكون عالماً منهاراً، متخلفاً.
عليه،
علينا أن نُعد العدة لهذا التحدي العالمي، ونعيد نظرتنا تجاه سياساتنا
التعليمية proactively مع باقي أهداف التنمية
المستدامة
Electronics Eng. Khalid Moussa Idrees Sharief
رابط حسابي الرئيسي في الفيس بوك
صفحاتي الثانية
١- مركز إعادة تأهيل الأجهزة الرقمية
https://www.facebook.com/
٢- المرشد لتقديم أفضل خدمات تقنية المعلومات
https://www.facebook.com/
3- مركز الارتقاء الذكي المعاصر
https://www.facebook.com/
https://www.facebook.com/
5- للتواصل معي عبر تطبيق الواتس آب
https://wa.me/+971507363958
٦- مدونتي | مؤلفات الإدريسي
https://kmidris01.blogspot.com
٧- لينكدان LinkedIn
https://bit.ly/3xecYkB
٨- انستقرام
https://www.instagram.com/