تطوير وتقييم الأفكار الابتكارية Developing the Idea/Initiative

Khalid Moussa idris
المؤلف Khalid Moussa idris
تاريخ النشر
آخر تحديث
تطوير وتقييم الفكرة

وتضم المراحل الثلاث التالية

2) تطوير الفكرة.
3) الاختبارات التجريبية.
4) تقييم الفكرة.


تطوير وتقييم الأفكار الابتكارية Developing the Idea/Initiative
تطوير وتقييم الفكرة

   2)  تطوير الفكرة  المبادرة /Developing the Idea/Initiative  


تأتي هذه الخطوة الثانية من خطوات دورة حياة مشاريع ريادة الأعمال، بعد الوصول إلى الفكرة وتحديدها بشكل محدد في الخطوة السابقة (1). كيف تبدأ فكرة مبتكرة How to Initiate an innovative idea.


الهدف من هذه المرحلة تطوير الفكرة وتحويلها إلى فكرة مبتكرة تصلح أن تكون مشروعاً محدداً وناجحاً بما فيه الكفاية، أو أمراً واضحاً يمكن مناقشته ومراجعته ليسهل ترجمته إلى واقع تجاري ملموس قابل لتطوير الفكر  وهي مازالت في طور الإنشاء.


يتم تطوير الفكرة بعد مراعاة عدد من الاحتمالات العامة، التي تستند جميعها على عدد من المرتكزات المهمة، مثل دراسة وتحليل أنشطة عمليات المشروع المرتقب والبيئة المحيطة بالمشروع، سواء كانت احتمالات داخلية أم خارجية بالنسبة للمشروع.


كما يتطلب تطوير الفكرة العمل على توفير قراءات أولية تدور حول محاور تنفيذ الموضوع الرئيسي للفكرة؛ على أن تكون القراءات الاحصائية أو الميدانية مشابهة لما لدى رواد أعمال سابقين أو رجال أعمال ناجحين في نفس مجتمع المشروع أو قطاعه وأسواقه.


لهذا يجب أن يتضمن إعداد الدراسة الميدانية المتعمقة في نفس بيئة الفكرة الرائدة، على إجابات واضحة لعدد من الاسئلة، 

هي ما ستكل أو تمثل ركائز أولية لتقنين وتقييم الفكرة الرئيسية ومدى صلاحيتها لبدء المشروع من عدمه، حيث يمكن الرجوع إليها فيما بعد، أو يمكن الرجوع إليها في المراحل اللاحقة من دورة حياة مشاريع ريادة الأعمال. لأسباب عديدة كما سنرى ذلك لاحقاً أثناء إعدادنا لنماذج العمل ودراسات الجدوى المتعلقة بها.


وهي بالطبع مراحل سنتطرق لها أثناء حديثنا عن كيفية الترويج للفكرة أو صياغة وتنفيذ عمليات تسويق المنتج أو الخدمة، من حيث  حجم السوق / نوع التجربة أو المشروع / الطلبات المتوقعة أو المبيعات / هل الوقت مناسب للمشروع/ البيئة المحيطة/ الظروف الاقتصادية السائدة بموقع المشروع/ هل التكلفة وميزانية المشروع ومصادرها مبنية على حقائق واقعية تعيشها / ما هي عوامل التأثير الخارجية إيجاباً وسلباً؟..  وذلك محاولة للتنبؤ بحجم العينة أو السلعة المنتجة أو الخدمة المناسبة.


كما تشكل دراسة الاحتمالات في مجملها، عوامل عامة ذات تأثير كبير في نجاح الفكرة من عدمها، كالسياسات الإقتصادية السارية، والظروف المجتمعية والعادات والتقاليد الشائعة في مجتمع المشروع، في سبيل مناقشة بعض الإجراءات والأنشطة المتعلقة بتطوير الفكرة وظروفها مع آخرين لديهم خبرة سابقة عامة أو خاصة لفكرة شبيهة بالفكرة المستهدفة من رائد الأعمال.


تعقب الدراسات السابقة مباشرة محاولة تجميع بعض القراءات الاحصائية الواقعية أو شبه الدقيقة، باعتبارها أراقم محددة، ستقترن بها معالم تنفيذية فيما بعد، أو سيتم استخدامها كمعايير توجيهية في صورة مرشدات معيارية (Standard Guides)  أو ستشكل منها معالم (Milestone)  رئيسية أو قاعدة لمنصة تنطلق من عليها خارطة طريق المشروع.



ومن ثم صياغتها في صورة سيناريوهات لخطوات العمل الخاصة بالمشروع، وهي لذلك تمثل محددات الخطة الاستراتيجية التي تود أن تتبناها بصياغة الأهداف العامة للمشروع معتمداً على صياغة نصوص كل من الرؤية (Vision)  والرسالة (Mission) الخاصتين بالمشروع، أو اللتان ستعبران بشكل مباشر عن أهداف المشروع الرائد وغاياته وآماله والوسائل الكفيلة بتنفيذ أنشطة عمليات المشروع. قبل الانتقال للمرحلة  اللاحقة وهي المرحلة الثالثة (3) : الاختبارات التجريبية  Experimental tests ) من خطوات دورة حياة أي مشروع ريادي).



على ضوء ما تقدم، يمكننا القيام بعمليات تطوير الفكرة أو المبادرة على النحو الموضه بالشكل المرفق أدناه.



تطوير وتقييم الأفكار الابتكارية Developing the Idea/Initiative
عمليات تطوير الفكرة أو المبادرة


   3) الإختبارات التجريبية   Experimental Tests 


وهي المرحلة الثالثة من دورة حياة إدارة مشاريع ريادة الأعمال، التي بدأت في الخطوة الأولى (01) : كيف تبدأ فكرة مبتكرة، باختيار أنسب فكرة وأفضل مشروع.  ثم جاءت بعدها في الخطوة (02) : تطوير الفكرة، وصقلها من خلال مراعاة عدد من الاحتمالات العامة، وتوفير قراءات أولية، لدراستها وإتخاذها معالم معيارية لصياغة ما بقي من خطوات عمل المشروع.   


هذه المرحلة  للأعمال المتعلقة بعمليات إجراء الاختبارات التجريبية أو المعملية لحالة المُنتج  الجديد، أو السلعة الإنتاجية المصنعة أو المعروضة من قبل رائد الأعمال، أو  إجراء الاختبارات الأولية على كيفية تنفيذ الخدمة وسيناريوهات مناولتها أو توصيلها للمستفيد النهائي، وذلك للاستفادة منها في إعادة عمليات التخطيط بصورة عامة. 


للإجابة على بعض الأسئلة والاستفسارات التي ما فتئت تدور في ذهن رائد الأعمال، وفريق العمل المشارك له، مثل متى وكيف ومن أين سيتم توفير الموارد والخامات الأولية المستخدمة في التصنيع أو التجميع، إذا كانت سلعة مادية ملموسة، أو خدمة من الخدمات


يتطلب إنجاز هذه الخطوة بنجاح دراسة شبه ميدانية لتجميع ردود  فعل المقربين للمشروع أو فئات من عملائه المستهدفين فيما بعد، تجاه العينات الأولى، التي  يود  أن يعرضها أو يقدمها رائد الأعمال في الأسواق.


الاستماع إليهم وتحليل آرائهم تجاه العينات الأولى من المُنتج أو إجراءات تنفيذ الخدمة، ومن ثم إعادة عمليات الاختبار والتصحيح والتعديلات المصاحبة لها لعدة مرات متتالية، حتى يشعر رائد الأعمال ومن معه من فريق العمل، بالرضى التام تجاه السلعة أو الخدمة التي يُزمع تقديمها في السوق.


لا يتأتى ذلك الرضى التام إلا بعد أن يتصور تحقيق أفضل قيمة يتوقعها في السلعة أو الخدمة قبل عرضها وتنفيذها بشكل نهائي. وهي القيمة التي سيتوقف عليها اتخاذ القرار  الشكلي المرتبط بالحالة العامة للمشروع، وما إذا كان الرضى بالمشروع إيجابي أم سلبي، قبل  اتخاذ القرار النهائي على إقامة المشروع والاستمرار في باقي الخطوات من عدمه.


يُعد تحقيق الشعور الإيجابي أحد أهم العوامل المساعدة على إتخاذ القرار لاحقاً، بعد مراعاة باقي العوامل البيئية المحيطة، وإتخاذ كافة الاحتياطات تجاه التحديات السوقية والاقتصادية والاجتماعية للمشروع.


أي من خلال مناقشة الاحصائيات الأولية للسلعة أو الخدمة وإجراء مزيد من التحسينات أو التعديلات الإضافية عليها، كل ذلك من واقع ما تجمع لدى رائد الأعمال من ردود فعل واستبيانات أعدها هو شخصياً لاختبار  سلعته أو خدمته، قبل عرضها في صورتها النهائية.


وهنا يجب أن نلاحظ أن رائد الأعمال غالبا ما يجرى الاختبارات التجريبية ضمن دورة حياة المشروع نظرياً، لأنها تتم في حدود ضيقة جداً بين أفراد العائلة الواحدة أو الأصدقاء والمقربين لرائد الأعمال، في نفس الشرارع أو المنطقة السكانية.


من عوامل نجاح الاختبارات التجريبية أيضاً، الإدراك التام بمدى الاستفادة من جميع آراء  المعلقين، بغض النظر عن أهدافهم أو ميولهم .... باعتبار كل رأي واقع يمكن فهمه ومعايشته والأهتمام به، بعيداً عن روح  الشغف التي تسري بين القائمين بالمشروع، خاصة رائد الأعمال وعلاقته بعملائه المقربين إليه، لأنهم وإن كانوا صادقين، إلا أن ظروف وتحديات الأسواق التجارية تختلف عادة عن الواقع العائلي والمجاملات السائدة بين الأصدقاء.


لهذا فإن تعزيز الإدراك التام بأهمية المشروع يتطلب الشروع مباشرة في إجراء الدراسات التفصيلية المبنية على القراءات الكمية والاحصائية التي سيتم تجميعها أو الاستعانة بها فيما بعد على نطاق أوسع، محاولة لتجنب إهدار الوقت والمال في إقامة المشروع الريادي.


قد لا تكون هذه المرحلة أو كافية أو مناسبة لإجراء دراسات الحالة النهائية (Case Studies) التي ستجريها في مرحلة لاحقة، ضمن دراسات الجدوى التي تجرى عادة في المشاريع الاقتصادية الكبيرة، لأنها آنئذ لا تقيس ردود الفعل بشكل دقيق، نسبة للقدرات والمهارات المتواضعة لدى غالب رواد العمل ومشاريعهم الناشئة، خاصة أن هذه المرحلة مازالت في منتصف دورة حياة المشروع، 


وأخيراً هي المرحلة التي لا تُبنى عليها اتخاذ القرارات المالية النهائية أو توقع الميزانيات وتكاليف وعوائد المشروع، لأن المشروع مازال في طور الاختبارات التجريبية، وأنها لا تشتمل على كل أنواع الأجوبة الخاصة بحجم السوق، أو بطلبات التمويل المالي والاستثماري وأرباحها، والتي تضعها عادة المنظمات والوكالات والهيئات الحكومية وغير الحكومية والمؤسسات المالية الحاضنة لتمويل مشاريع ريادة الأعمال. أو الاستثمار.


على ضوء ما سبق، يمكننا القيام بالإختبارات التجريبية على النحو الموضح بالشكل المرفق أداه.



تطوير وتقييم الأفكار الابتكارية Developing the Idea/Initiative
الإختبارات التجريبية


   4) تقييم الفكرة Assess the idea  


 معظم رواد الأعمال من أصحاب المشاريع الجديدة يهملون هذه الخطوة رغم أهميتها، لأسباب ودوافع إنسانية يعيشون فيها تجاه مشاريعهم، وقناعات لا أساس لها من الحقيقة في عالم الإقتصاد ومشاريع ريادة الأعمال الناجحة.


حيث تشكل نظرتهم هذه قناعات غير واقعية في حقيقة الأمر، بقدر ما هي أماني وتطلعات إفتراضية، تبدو لهم أن فكرتهم مبتكرة ولا تنقصها إلا تنفيذها بقليل من  الجهود والعمليات الإبداعية، وهم في ذلك كالمستجيرين من الرمضاء بالنار، خاصة أن هناك مراحل وخطوات مازالت غير واضحة المعالم حتى يتمكن رائد الأعمال من إتخاذ القرار النهائي لإنتاج وتنفيذ أو عرض مشروعه في السوق.


يتطلب طرح وتنفيذ فكرة المشروع على أرض الواقع. القيام بعمليات التقييم الفعلية واسقاطها على فكرة المشروع، ومن ثم إعادة صياغتها في صورة مبادئ لموجهات محددة ذات معالم  توجيهية أكثر دقة وقراءات شبه واقعية لإجراء المفاضلة والمقارنة بينها وبين غيرها من الأفكار والحلول والمعالجات الأخرى.


يتم تقييم فكرة المشروع بناءاً على قراءات مرحلة الاختبارات التجريبية السابقة. مع  إجراء المزيد من الدراسات التحليلية والقراءات الميدانية التي تُستخدم فيها نماذج الإستبيانات وردود الفعل التي تمت فعلياً على السلعة أو الخدمة، وتم إجراء التحليل عليها وفق مفاهيم للقياس والمعايرة تجرى عادة على خصائص المنتج وظروف ومعايير الخدمة المقدمة، مع مراعاة تأثير البيئة الاستثمارية.


على أن تكون نتيجة عمليات التحليل مجتمعة، والمعايير الرئيسية التي تم الاستعانة بها مناسبة لتقييم خصائص ومميزات السلعة أو الخدمة، أو آلية من الآليات الضرورية في اتخاذ قرارات المفاضلة التي تم ذكرها في فقرة سابقة.


تبدأ عمليات هذه المرحلة من واقع دراسة وتحليل القراءات الأولية وتنفيذ الإجراءات التصحيحية التي تمت على السلعة أو الخدمة في المرحلة السابقة. لتهتم هذه المرحلة بقراءة متعمقة للنماذج الأولية (Prototypes) أو الوثائق الأصلية، أي من واقع البيانات الاحصائية المجمعة ونماذج الاستبيان وتحليل الدراسات الفعلية التي تمت على المنتج أو الخدمة ميدانياً.

بالإضافة إلى اتخاذ  كافة القرارات الإدارية المناسبة لصالح المشروع، وهي القرارات المبنية على الأدلة والبراهين المثبتة أو الداعمة لفكرة المشروع (Proof of Concept)  أو معتمدة من قبل مصادر محلية أو عالمية. 


ثم القيام بتحديد الحد الأدنى من القدرات أو الممكنات القابلة لإنتاج المنتج الجديد أو إعادة الحياة لخصائص منتج ما كان متداولاً  فيما سبق أو  حال إنتاج ومعالجة وتقديم خدمة من الخدمات الإدارية المستحدثة.


حيث يعد عامل تحديد "الحد الأدنى القابل لحياة المنتج/ أو الخدمة"  (Minimum Viable Product-MVP). من أهم العوامل في قياس جدوى مشاريع ريادة الأعمال. واحد أهم الاسئلة التي توجه لرواد الأعمال من قبل الممولين والمستثمرين، أثناء تقييم خصائص المنتج المادي أو الخدمة الإدارية التي يزمع تقديمها أو عرضها للعملاء.


 مصطلح  (Minimum Viable Product-MVP) من أهم المصطلحات المتداولة في عالم ريادة الأعمال وتنمية المشاريع الناشئة الصغيرة والمتوسطة، لأنه المصطلح المعني بكيفية القيام بالتقييم النهائي المصاحب للحدود الدنيا من مواصفات المنتج أو الخدمة المقدمة: وذلك بناءً على الخصائص النوعية، والحجمية، والمالية أثناء خلق أو إنتاج السلعة المنتجة أو الخدمة المقدمة. 


بمعنى آخر يمكننا الإشارة إلى (MVP) بأنه عملية تحديد الحد الأدنى من الموارد الأولية للأنشطة التشغيلية والمنصرفات المالية المستخدمة في الإنتاج أو التطبيق أو الاستمرار في تطبيق فكرة  المشروع كما هي دون تكاليف إضافية يتحملها العميل النهائي. 


تطوير وتقييم الأفكار الابتكارية Developing the Idea/Initiative
الحقائق الأربعة التي تحول دون فشل مشاريع ريادة الأعمال


لهذا فإن نجاح عملية تحديد الحد الأدنى القابل لاستدامة فكرة المشروع يؤدي إلى تعزيز الشعور الإيجابي لدى رائد الأعمال، ودفعه إلى الاستمرار في زيادة إنتاج المنتج أو تجميعه وتحقيق النمو المؤمل، مما يعزز من حالة الاستدامة للمشروع يوماً بعد يوم، وتقوية أواصر الإرتباط بالمشروع ونجاحه في الاستمرار على إنتاج السلعة المادية بمواصفات أفضل أو تقديم الخدمة الإدارية بأقل التكاليف والمنصرفات الإدارية التي لا تشكل عائقاً للمستفيد النهائي.


على ضوء ما سبق، يمكننا القيام بعمليات تقييم الفكرة على النحو الموضح بالشكل أدناه.


تطوير وتقييم الأفكار الابتكارية Developing the Idea/Initiative
عمليات تقييم الفكرة


إلى هنا إنتهي المقال الثالث من من سلسلة مقالات كتاب

"أبدأ من الصفر ولا تظل صفراً"

Start from Scratch and don't Remain Zero

تطوير وتقييم الأفكار الابتكارية Developing the Idea/Initiative


إلى اللقاء في المقال التالي

تقبلوا فائق تحياتي

مهندس: خالد موسى إدريس شـريف

Electronics Eng. Khalid Moussa Idrees Sharief


B.Sc. Degree in Electronics Engineering

ITIL ® 3&4 - PCT, TOT, -  BA - IC3 Certified


Phone: 00971507363958
00971525835591
👇
 👈 Blogger:   https://kmidris01.blogspot.com 👉

👇

 👇



تعليقات

عدد التعليقات : 0