Start from Scratch and don't Remain Zero
تمهيد
ابدأ من الصفر ولا تظل صفراً. تلك الجملة نقولها لكل شخص يتمتع بقدرة ذاتية على التغيير والتطوير ولديه أيضاً شغف شديد بأن يكون صاحب عمل خاص أو أن يصبح رائداً للأعمال، يمتلك مشروعه التجاري الخاص.
لكل شخص يتمتع بدافعية ذاتية وشغف تؤهله إلى إكتساب وصقل المزيد من القدرات والمواهب المكتسبة أو جذب المهارات المستمدة من حوله ومن واقع تجارب الآخرين وتطبيقها على أرض الواقع، حتى يحقق أهدافه وآماله وكل ما يصبو إليه من نجاح واستقلالية في حياته.
في هذا المقال سنعرض كل ما يهم رواد الأعمال والمشاريع، وهو المقال الأول من سلسلة مقالات سنعرضها هنا دورياً، وهي مقالات موجهة حصرياً للشباب في عالمنا العربي، حتى يحققوا النجاح والتقدم في عالم ريادة الأعمال.
ليس حديثاَ مسترسلاً يفتقد للتطبيق في الحياة أو نظريات علمية واقتصادية تم تجميعها من مصادر عديدة لبيئات عمل تختلف عن واقعنا المعاش، ولكن رغم ذلك، راعينا أن تكون الجمل مختصرة وموجهة على تحقيق الأهداف بشكل مباشر، ومتطلبات العصر والسرعة.
من الصعوبة عرض محتوى دورة حياة مشاريع ريادة الأعمال التجارية عرضاً كاملاً، وكذلك شرح محتوى الكتاب الذي يمثل دليلاً لسلسلة هذه المقالات ونستمد منه الفقرات في مقال واحد. خاصة أن الكتاب الرئيسي الذي يُعتبر أحد مؤلفاتي أو أعمالي المعدة لمجال التدريب وبرامج دوراتي الحصرية.
يحمل مؤلفي أسم Start from scratch and don't remain zero))، في حوالي 336 صفحة من حجم الورق A4، مُتضمناً كل جوانب الموضوع المطروح، مع العديد مع الشروح المتعلقة بفكرة الكتاب وأشهر نماذج العمل المستخدمة في عالم ريادة الأعمال والمشاريع متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة. وهو نفس أسم سلسلة المقالات المنشورة هنا.
لهذا سنكتفي في مقال اليوم شرح الخطوات الأولى من دورة حياة أي مشروع من مشاريع ريادة الأعمال (التجارية والصناعية والإنتاجية) مكتفين بالحد الأدنى من المعارف الضرورية لتوصيل الفكرة الرئيسية حسب تقدمها من مرحلة إلى أخرى، على أن نتناول في مقالات لاحقة مقتطفات إضافية من الكتاب الرئيسي.
دورة حياة مشاريع ريادة الأعمال Entrepreneurship life cycle
تضم دورة حياة أي فكرة معروضة للتطبيق على أرض الواقع مراحل عديدة تبدأ بالمبادئ التوجيهية والقوانين واللوائح القانونية التي تحكمها والممارسات الأولية المتعلقة بالفكرة الابتكارية نفسها، وهي عبارة عن حقائق ثابتة لا تتغير من مشروع لآخر، حقائق وممارسات عملية يجب أن تشغل عقل رواد الأعمال، إنتهاءاً بتحقيق النضج الإداري في المرحلة رقم (10) وفي المرحلة رقم (11) وهي المرحلة الأخيرة التي تنتهي عندها دورة حياة مشاريع ريادة الأعمال، باتخاذ القرار، غالباً باالاستمرار والتوسع في حالة نجاح المشروع، أو الخروج النهائي من السوق بعرضه للبيع أو طرحه للإكتتاب العام (وتوزيع الأسهم) Continuation or exit by sale or by public offering.
ستكون "الفكرة" هي محور حديثنا في مقال اليوم، كيف تتولد فكرة مشروع ناجح؟ وما الإجراءات الضرورية لصقل الفكرة المتولدة لدى رائد الأعمال؟ وما هي مرتكزاتها الرئيسية؟ كيفية اختيار الفكرة الابتكارية المتميزة بناءاً على بعض المعالم والتوجيهات الرئيسية.
بالإضافة إلى مقالين إضافيين لمناقشة مدى أهمية مشاريع ريادة الأعمال، ودور ومسؤوليات رواد الأعمال منذ بدء الفكرة الابتكارية وكيفية إقتناص الفرصة في الأسواق وآليات تطوير الفكرة والاختبارات المناسبة مع تحليل بعض المفاهيم والمعتقدات غير الصحيحة في عالم ريادة الأعمال.
سوف نتناول في الجزء الثاني كيفية اختيار وتطبيق أحد أفضل نماذج العمل المعتمدة عالمياً من بين أشهر نموذجين يتم الاستعانة باحدهما حالياً، CANVAS & S.C.O.R.E، على أن يتبعه مباشرة المقال الثالث عن النموذج الآخر. سوف يتم شرح وافي لكل شيء متعلق بالنموذجين، مع عدم إغفال مفاهيم المراحل التالية من دورة حياة المشاريع، ومراحل إعادة إجراءات التقييم الضرورية، والتي تتم عندها معرفة ما إذا كانت فكرة المشروع مجدية وتستحق الاستمرار فيها، وتكملة باقي مراحل دورة الحياة، أم غير مجدية من واقع دراستنا وتحليلنا للقراءات الأولية، مقارنة بالعوامل البيئية الأخرى المؤثرة في المشروع.
على أن نراعي الاختصار، بما لا يخل بتوصيل الفكرة المستهدفة لكل مرحلة من المراحل. بمعنى أن المقالات ستكون بمثابة أدلة مختصرة، يمكن الرجوع إليها والاستعانة بها منذ بداية المراحل الأولى من دورة حياة المشاريع وتوليد وتبني الأفكار المبتكرة التي تدعمها مواهب ذاتية متميزة لرواد الأعمال، ومدى استعدادهم وشغفهم تجاه تعزيز ملكات الإدراك الفطري، نحو اكتساب عقلية الأغنياء، ومهاراتهم الحياتية والعملية التي يستعينون بها عادة في تحقيق غايات مشاريعهم، وتطلعاتهم للحريات الثلاث المنشودة دوماً؛ الصحة والوقت الكافي لتحقيق الثراء.
تشكل نسبة المشاريع الصغيرة في الاتحاد الأوربي؛ حوالي 90 % من مجموع المشاريع في العالم. وذلك اعتماداً على التعريف العلمي لمشاريع ريادة الأعمال الصغيرة والمتوسطة (Small and Medium-sized Enterprises–(SME’s)) ومعايير القياس الأخرى التي أُستخدمت في الدراسات التحليلية والابحاث على القراءات الميدانية والاحصائية:-
- عدد العاملين
- حجم رأس المال.
- حجم المبيعات.
- نوع النشاط الاقتصادي.
- قطاع العمل أو النشاط نفسه.
وفقًا لتحليل بيانات الشركات المنزلية (House Companies) التابعة لمركز رواد الأعمال (Centre for Entrepreneurs (CFE)),، وصلت الكيانات التجارية التي تعد من مشاريع ريادة الأعمال، إلى مستوى قياسي بلغ 663،272 في عام 2018.
"من المشجع أن نرى مثل هذه الأرقام لأنها تشكل تعافياً إيجابياً فاعلاً، قد يصل بهذا المجال إلى مستويات جديدة من النمو "، مضيفاً
"أن الأرقام تُظهر مرونة وثقة رواد الأعمال في جميع أنحاء البلاد، وهو ما تؤكده الزيادة المضطردة بنسبة نمو مقدراها 5.7٪ في مركز تسجيلات الأعمال في لندن، كمركز رائد في أوروبا ولما يقدمه من دعم وتعزيز لمشاريع ريادة الأعمال".
- تشكل نسبة المشاريع الصغيرة 99% من المشاريع.
- تساهم في توظيف 55% من إجمالي الموارد البشرية في أمريكا.
- دعم كبير من قبل الكونغرس منذ 1953 (إدارة المشاريع الصغيرة)
تجربة استاذ الاقتصاد العالمي محمد يونس الحائز على جائزة نوبل عام 2006 في دولة بنغلاديش، حيث يرجع السبب الرئيسي لشهرة وتميز تجربته عالمياً، إلى أنه أنشأ بنكاً للفقراء في 1979 أطلق عليه اسم Grameen Bank، لتمويل المشاريع، ليمثل البنك مجموعة متضامنة مع صغار المنتجين مع مشاركة البنك في تسويق المنتجات والمساهمة في التدريب مما أدى إلى استرداد القروض الممنوحة بنسبة عالمية فاقت 98% ، بالإضافة إلى تحسين الوضع الصحي لأصحاب الحرف والمهن وأسرهم، بشكل ملموس في مواقع التجربة الرائدة.
- نسبة استرداد القروض 98%
- مجموعة متضامنة
- تسويق الانتاج.
- تدريب ومحو الأمية.
- تحسين الوضع الصحي.
تشير المصادر أن إدارة جامعة ستانفورد بالتعاون مع خريجو الجامعة تبنت دعم الأفكار الابتكارية وبيئة ريادة الأعمال، وذلك منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى العصر الحديث، فقد أسست أكثر من 39 ألف شركة من شركات ريادة الأعمال مما أهلتها إلى ضخ أكثر من 5.4 ملون فرصة عمل ، وتحقق بها إيرادات سنوية تقدر بأكثر من 2.7 ترليون دولار. ربما لو كانت جامعة ستانفورد دولة لأصبح اقتصادها من أهم وأبرز وأقوي اقتصاديات دول العالم.
مقدمة عامة
الغاية من سلسلة هذه المقالات هي مساعدة رواد الأعمال بالخطوات الأولى الضرورية قبل الشروع في تنفيذ مشاريعهم، والمراحل التي تسبق إتخاذهم قرار الدخول لعالم الأعمال، منذ إنطلاق رحلاتهم من خانة الصفر، على أن تكون رحلتهم واضحة المعالم تحقق وجهتهم النهائية، أي الانتقال بهم رويداً رويداً من خانة الصفر المطلق إلى أن يصبحوا واحداً (1) صحيحاً، يملكون مشاريعهم الريادية الخاصة بهم، وقد أصبحوا رجال أعمال ناجحين.
يجب أن يكون لرائد الأعمال الإدراك التام بأهمية الحياة العملية المستقلة والفوائد التي يمكن أن يجنيها في عالم التجارة والمشاريع، وهدفنا مساعدته في كيفية تعزيز إرادته الذاتية المرتكزة على طموحه تجاه أدوات التحكم في حياته، مستغلاً مواهبه وقدراته الذاتيه المكتسبة التي يتمتع بها عادة كل شخص عاقل يتمتع بقدر من إرادة الإدراك والعقل السليم، حتى يكون مالكاً لفكرة مشروعه الخاص وقاصاً لرواية حياتية ناجحة.
الخطوات أو المراحل عبارة عن مبادئ ومعارف توجيهية نسوقها أو ندفع بها دفعاً، وإن لم يكن رائد الأعمال مدركاً بفكرتها من قبل، أو كان مدركاً بكيفية تحويلها ولكن تنقصة خارطة للطريق تمهد له أدوات الإنتقال من حالة الجمود والسكون والفشل إلى تحقيق النجاح مع حالات الحراك الفعلي في العمل وحياة الانطلاق والرفاهية بالاستفادة منها في حياته.
كما يتوقف عامل "الإدراك بأهمية الأفكار" على إرادة التحكم في استغلال الفكرة المتولدة بشكل إيجابي؛ كما يعتمد على قدرة التفكير بشكل صحيح لدى الشخص، ومدى التزامه وشغفه بإستيعاب الخطوات والنصائح الأساسية والعلمية التي نرصدها له من خلال هذه السلسلة من المقالات، وسبق تناولها بتوسع ضمن محتوى المؤلف الذي ذكرناه من قبل، خاصة أنه يحتوي على الكثير من الشروحات والحقائق والنماذج، في شكل توصيات سهلة ومتناغمة حسب أهميتها ومكانتها أو درجة ومستوى الأولوية التي تتمتع بها تلك المفاهيم والمصطلحات، حيث يجب الاستفادة منها أثناء دورة حياة أي مشروع من مشاريع ريادة الأعمال.
كما سيؤدي سلسلة هذه المقالات إلى تعزيز "ملكة القيادة" لدى رائد الأعمال وتؤهله بالاستعداد على بذَل كل ما في وُسْعَه نحو مزيد من الجهود الإدراكية المكتسبة والاستعانة بها تجاه تحقيق الغايات، والآمال وفي أن يكون رائداً للأعمال وناجحاً في حياته، على أن يكون شخصاً نهماً أو شغوفاً تجاه كل ما يجعل مشروعه واقعاً ملموساً ، في غضون شهور معدودة، بإذن الله تعالى وفضله.
عالم ريادة الأعمال.
ظهرت مشاريع ريادة الأعمال في العالم، نتيجة لعدد من الأسباب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ولأسباب وظروف أخرى. منها الضغوط المهنية والوظيفية، أو تعاظم بعض التحديات الحياتية التي دفعت العالم نحو الاهتمام بمشاريع ريادة الأعمال الفردية.
وذلك بعد أن أصبحت الحكومات والشركات الخاصة تسعي جاهدة الي تعزيز دورها الاقتصادي في الأسواق العالمية، وتحقق متطلبات التنافسية العالمية، لهذا عمدت في نفس الوقت إلى تخفيض نسب العمالة بها، وتقليل المنصرفات العامة، ومعالجة الزيادة المطردة في عدد الخريجين من الجامعات والمعاهد، وبالتالي زيادة في نسبة العاطلين عن العمل، في ظل محدودية فرص الالتحاق بالأعمال والوظائف الحكومية والمؤسسية العامة.
لهذا اصبحت فكرة انشاء مشروع خاص، هي الفكرة الحتمية الأولى التي تشغل عقول كثير من الدول والشباب في آن واحد، والحل المثالي لمعالجة جملة هذه الإشكاليات وخاصة التقليل من نسب العاطلين المنتشرة أو الباحثين للوظائف في معظم دول العالم أجمع.
تعتمد فكرة أي مشروع ناجح على تحقيق مفهوم "الحد الأدنى القابل للتطبيق"، وهو مفهوم مرتبط بالقدرة على ابتكار المنتج، سوى كان سلعة مادية أو خدمة معنوية، أي أنه مبدأ توفير الحد الأدنى القابل للتطبيق أو الإنتاج أو التصنيع أو تقديم الخدمات الإدارية، سيتم ذكر هذا المفهوم بتوسع في مقال لاحق. نكتفي هنا بالتعريف التالي لهذا المبدأ :
أنواع مشاريع ريادة الأعمال
- مشروع يعتمد على المواهب الذاتية أو المهارات المكتسبة لرائد الأعمال (وقد يكون معه فريق عمل)
- مشروع بدوام جزئي (Part-time business) قد يتطور ليصبح مشروع أكبر بدوام كامل (الأسر المنتجة)
- مشروع ريادة أعمال بدوام كامل (Full-time startup)على أمل الخروج منه، والتخلص من عملية الاستحواذ بالبيع أو الاكتتاب العام.
- مشروع لتوفير الأعمال بين المؤسسات B2B. تقديم الخدمات بين مؤسسة وأخرى ضمن مفاهيم الشراكة والعلاقات والمنافع التبادلية.
- مشروع لخدمات الوساطة التجارية أو تسويق الأعمال (Broker business ) عبر التجارة الإلكترونية ووسائط التواصل الإجتماعي، ويعد هذا الأخير من أكثر المشاريع الناشئة رواجاً في في العالم حالياً، يطلق عليه مشاريع "البيع المباشر" تناسب أصحاب الميزانيات الصغيرة والمتوسطة تحديداً. وليست مشاريع شبكية لمنتجات وسلع افتراضية، حيث غالباً ما يُطلب فيها استقطاب آخرين من المعارف والأصدقاء بشراء نفس المنتج وتكوين شبكة من العملاء حتى يزيد مقابل ما تتقاضاه من مكاسب مالية.
لكل منا مخزون لا ينضب من المواهب والقدرات الشخصية، أكثر بكثير عن المهارات والقدرات المهنية المكتسبة، أو تلك التي يسعى الفرد، جاهداً لاكتسابها في صورة مهارات فنية أو خبرات تراكمية مكتسبة، وتعتبران معاً مرتكزات توليد او خلق أي فكرة مبتكرة. فلتكن وظيفتك هي موهبتك الذاتية.
وعن ذلك، يقول الحكيم الهندي بانتاجالي (فيلسوف ومؤسس رياضة اليوجا - 200 سنة قبل الميلاد)
لهذا نجد أن فكرة مشاريع "البيع المباشر" قد إنتشرت في العالم بعد أن إستحوذت على عقول كثير من رواد الأعمال، والشركات العالمية، وذلك لما يتميز به البيع المباشر من مميزات وخصائص عديدة تعود جميعها لصالح رواد الأعمال، على أن يكون هذا النوع من المشاريع مع أو مرتبطاً باحد الشركات المنضوية تحت الاتحاد العالمي لجمعيات البيع المباشر World Federation of Direct Selling Associations- WFDSA.
كما يمكن بالإضافة إلى ما سبق ذكره من مشاريع واحتمالات لأفكار مشاريع معاصرة، ذكر نوع قد يكون شائعاً في الدول النامية، وخاصة في المناطق الريفية والقرى والنجوع البعيدة من المدن الحضرية.
وذلك نتيجة لإتجاه بعض رواد الأعمال في هذه الدول، إلى تبني أفكار ما بين التجارة التقليدية أو تجارة التجزءة ومشاريع البيع المباشر، لأنها التجارة الأكثر ملاءمة لتغطية حاجة العملاء والمستفيدين النهائيين إلى منتج معين أو خدمة معينة غير متوفرة بالمنطقة القريبة منهم، وذلك لأسباب عديدة تحقق النجاح المستهدف لهذا لمشاريع من هذا النوع ومنها :-
- توفر الأيدي العاملة واستقرارها أو تكلفتها الرخيصة.
- الانتباه لوفرة المواد الخام وقربها وسهولة نقلها والحصول عليها بأيسر الطرق. من أسباب النجاح.
- الانتباه لتوفر معينات الإنتاج الأولية من مياه وكهرباء ووسائل نقل... على أن تكون هذه العوامل أيضاً متوفرة وزهيدة في تكلفتها وقيمتها السوقية.
من هو رائد الأعمال Who is entrepreneur
يعود مصطلح رائد الأعمال (Entrepreneur) إلى الاقتصادي الفرنسي جان باتيست ساي (Jean-Baptiste Say) : الذي عرف : رائد الأعمال،
بأنه الفرد الذي ينظم أو يدير عملا أو أعمالا تجارية،
بينما يعرفه الاقتصادي الايرلندي الفرنسي ريتشارد كانتيلون (Richard Cantillon)،
بأنه الشخص الذي يدفع سعراً معينا لمنتج ما ويعيد بيعه بسعر غير مؤكد أو غير موحد مسبقاً، متخذاً القرارات اللازمة حول كيفية الحصول على الموارد واستخدامها، معترفاً بالمخاطر التي قد يتعرض لها أثناء قيامه بهذا المشروع.
يتم عادة تعريف رائد الأعمال (Entrepreneur): بأنه
الشخص الذي لديه الإرادة والقدرة على تحويل فكرة جديدة أو اختراع جديد إلى ابتكار ناجح ومفيد على أرض الواقع.
ولكن حسب رأي بيتر دراكر (Peter Drucker) قد لا ينطبق هذا التعريف بشكل مباشر على أصحاب المشاريع الصغيرة أو الناشئة. حيث يقول بيتر: وقد أعتمد في ذلك على معايير تعتمد على النتائج النهائية الملموسة في صورة إيرادات مالية أو معنوية؛ بأن تتوفر الصفات التالية في مفهوم ريادة الأعمال:-
أي أن رائد الأعمال هو الشخص الذي يتخذ زمام المبادرات والمخاطرة، لاتخاذه قرار إنشاء وإدارة مشروع تجاري صغير أو مؤسسة تجارية ناشئة، أو التصدي لإعادة إحياء فعالية مؤسسة كانت قائمة، ولكن لم تكن فاعلة أو ناجحة بالقدر الكافي.
حيث يتولى رائد الأعمال، القيام بهذه المهمات، معتمداً على ما توفر لدية من الموارد الأولية اللازمة أو امتلاكه للقدرات اللازمة والضرورية لانطلاق المشروع، أو قد يدفعه سعيه نحو الانطلاق من سبات الوظيفة وقيودها إلى الحصول على الحرية المالية والإنطلاق، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر والخسائر المتوقعة من تحديات المشروع.
بينما يعرف البروفيسور "خبير ريادة الأعمال؛ هاوارد ستيفنسون Howard Stevenson "ريادة الأعمال بأنها العملية التي يسعى بها رائد الأعمال إلى خلق فرص للعمل بغض النظر عن الموارد المتوفرة التي بين أيديه.
أدوار ومسؤوليات رواد الأعمال
يتم تصنيف رواد الأعمال وأصحاب المشاريع حسب أدوارهم ومسؤولياتهم في الحياة العملية، فقد يكون
النوع الأول: موظفاً يعمل لدى الغير، يكتفي بما قد يتوفر له من راتب الوظيفة.
والنوع الثاني: موظفاً ذاتياً، يدير مشروعه الخاص ويتطلب نمو أعماله ونجاح مشروعه تواجده الدائم على رأس العمل، وغيابه عنه يشكل خطراً يتسبب في إنهيار العمل وبالتالي توقف مشروعه الذاتي وهو لهذا يعد رائداً للأعمال أو أحد أفراد أسرة منتجة.
والنوع الثالث هو صاحب العمل أو المشروع الذي يستعين بغيره في انجاز الأعمال (فريق عمل) ويكتفي بإدارته للمشروع من على البعد ، بينما.
النوع الرابع والأخير هو رجل الأعمال، المستثمر بماله في مشروع واحد أو أكثر، ويدير مشروعه أو مشاريعه بمعاونين آخرين يعملون ضمن أعماله ومشاريعه أو مؤسساته.
مفاهيم ومعتقدات غير صحيحة في عالم ريادة الأعمال
لتوضيح فكرة مشاريع ريادة الأعمال بشكل أكثر دقة، دعونا نذكر بعض المفاهيم المغلوطة أو غير الصحية المتداولة بين الناس حول عالم ريادة الأعمال والمشاريع متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، وهي:-
لوحظ مؤخراً، أن إيجاد موقع أو مقر محدد للمشروع لم يعد أمراً ضرورياً، أو حقيقة مسلم بها، في ظل المفاهيم الإدارية الحديثة السائدة الآن، ولأن إيجاد المقر منذ بداية المشروع ينافى عمليات تبني وتطبيق الأفكار البسيطة التي تحتاج عادة لمصادر مالية بسيطة وموارد أولية تمثل الحد الأدنى لتنفيذ فكرة المشروع أو توليد السلعة المنتجة أو تقديم الخدمة القابلة للنمو والتطوير؛ لهذا كثيراً ما نرى ونسمع الآن عن المشاريع التي تنطلق بناءً على مفاهيم الواقع الافتراضي (Virtual Reality) إذا جاز التمثيل، مكتفين في وجود الموقع على صفحات الإنترنت ووسائط التواصل الاجتماعي فقط.
وهذه ايضاً تعد حقيقة غير صحيحة على الإطلاق، وتأثيرها السلبي أكبر من فوائدها المؤملة، فالحاجة إلى الحد الأدنى القابل للتطبيق في نوع، وحجم، وتكليف السلعة المنتجة أو الخدمة المقدمة Minimum Viable Product-MVP)). لا تتطلب زيادة مضطردة في تكاليفها ومنصرفاتها بقدر حاجة المشروع للترقية التصاعدية والاستمرار في النمو والتطوير خطوة بعد خطوة، وخاصة فيما يخص رأس المال التشغيلي والذي يساوي؛ إجمالي قيمة الأصول الثابتة مضافاً إليه إجمالي الرسوم التشغيلية (في بداية المشروع) ... كما سنرى ذلك أثناء تناولنا لدراسة الجدوى المالية.
رغم المخاطر والتحديات التي قد تواجه رائد الأعمال اثناء انهماكه في بناء مشروعه الريادي، إلا أن هناك عدد أربعة (4) حقائق ضرورية لن تجعله يفشل، أو يجب أن يلتزم بها حتى لا يفشل المشروع الريادي أو تحول دون تحقيق أهداف المشروع وهي :-
- أن يكون المشروع الريادي مبني على فكرة مثالية صحيحة أو معافى من جميع العيوب والنقائص Right Knowledge- Ideal Idea
- أن تعتمد فكرة المشروع على الحد الأدنى من القدرة في خلق المنتج/الخدمة: أو مبدأ توفير الحد الأدنى القابل للتطبيق أو الإنتاج أو التصنيع أو تقديم الخدمات الإدارية Right Minimum Viable Product- MVP
- أن يروج المشروع تحت إدارة رائد الأعمال مباشرة، أو من ينوب عنه، ويسوق له بين عملائه وأقرانه الحصرين، بتوجيه مخاطباته إليهم بشكل حصري، ويوليهم الأولوية التي يستحقونها Right Customers.
- أن يستحوذ المشروع على فريق كفوء للعمل ضمن فريق متفاهم ومتناغم ومتمتع بنفس الدافعية الذاتية والشغف والحماس على ضرورة تحقيق النجاح للمشروع واستدامته Right Team Work
على رائد الأعمال أن يسأل نفسه، عن جوهر الفكرة المثالية التي يتبناها ويرتكز عليها أو يعمل عليها وعلى تطبيقها، أو تدور حولها أنشطة عمليات المشروع الريادي، من السهولة عليه عندئذ تفادي احتمالات المخاطر المتوقعة على المشروع بشكل استباقي، والتقليل من فرص التهديدات والتحديات التي قد تواجهه في البداية. وبالتالي سهولة الحصول على أبسط طريقة للبدء في بناء السلعة/الخدمة التي تقدمها فكرة المشروع، وهي التركيز في المهام الوظيفية الرئيسية (أو الأعمال الأساسية Core Business) التي ستؤدي القيام بها أو الالتزام بأدائها (الأنشطة العملية) إلى تحقيق الأهداف النهائية المستهدفة في المشروع الريادي بشكل مباشر. وهو ما يتم الإشارة إلية في عالم الأعمال بالمهمة أو الوظيفية التي يجب أن تنفذ أولاً (Job To Be Done-JTBD) .
لم يعد توفر رأس المال أمراً حيوياً، أو ضرورياً بنفس القدر الذي كان سائداً أو معروفاً في العقود السابقة، يفقد رأس المال أهميته في أي مشروع طالما كان المشروع يتمتع بالمعرفة الصحيحة التامة للنجاح، وتوفر لرائد الأعمال الوسيلة الصحيحة الموثقة بخطة الأعمال، بالإضافة إلى استعداد رائد الأعمال القيام بجميع أدوار ومسؤوليات مشروعه المستهدف، في ظل وجود العديد من الجهات والمراكز المالية والاستثمارية الحاضنة لمشاريع ريادة الأعمال، واستعداد هذه الجهات في المشاركة وتمويل تلك المشاريع الناجحة برأس المال المناسب والاستثمار فيه بعد توفر الضمانات الكافية الأخرى.
- يمكنه أن يبدأ بمشروع ميزانيته منخفضة جداً أو قد يملك قدر ما من المال يكفي لبدء المشروع في مراحل محسوبة.
- إقناع المستثمرين أو المقرضين أو الجهات الأخرى المؤسسية على حضانة وتمويل مشروع ريادة الأعمال.
على أن يكون اقناع الممولين والمقرضين مرتكزاً على إتاحة فترة سماح كافية لسداد قيمة التمويل، اي يتم منح أو إمهال رائد/صاحب المشروع فرصة كافية حتى يقوم بإنشاء مشروعه الريادي ويبدأ في إنتاج وتسويق فكرته (منتجات أو خدمة)...ومن ثم يجني دخلاً ملموساً ومستقراً يبدأ معه على سداد الدين / التمويل على الاقل بعد ٦ شهور من بداية الإنتاج، مع الأرباح المتوقعة أو المتفق عليها بين الطرفين.
وهنا يجب أن ننتبه أن هذا الأمر يُعد من الأهمية بمكان، وخاصة لرواد أعمال المشاريع الصغيرة في الدول النامية، لأنه يعطي رائد/صاحب المشروع القدرة الكافية على تدوير عائد الإنتاج في رفع راس المال التشغيلي، مما سيدفع به الي تحقيق زيادة مطردة في الإنتاج أو كفاءة تقديم الخدمة، وتحقيق أرباح فائضة تمكنه من الالتزام في سداد قيمة التمويل مع أرباحه دون معاناة من الضغوط والتحديات المالية الطارئة، التي تشكل سبباً في توقف معظم مشاريع ريادة الأعمال.
كيف تصبح رائداً للأعمال؟
أولاً :
بالنظر إلى ما إذا كنت رائداً للأعمال فعلياً، جاهزاً على تحمل دور ومسؤوليات مشروع من مشاريع ريادة الأعمال، أم أنك فقط إنسان طبيعي طوح وتتطلع إلى أن يكون لديك دوراً بارزاً في عالم التجارة ومشاريع ريادة الأعمال، ولكن رغم ذلك تفتقد لبعض مميزات وخصائص رواد الأعمال؟ وهو ما ينطبق بالمثل على أي شخص أو مجموعة من الأفراد أو فرق العمل المتعاونين أو القائمين بإنجاز مشروع ما، ومدى استعدادهم على تحمل أدوارهم ومختلف مسؤولياتهم تجاه مهام وأنشطة مشروعهم الريادي المشترك.
وذلك
بقياس بعض القدرات الضرورية لدى الأفراد القابضين على زمام المبادرة المشتركة، ومدى
استعدادهم وتناغمهم فيما بينهم على أن يأتوا بفكرة مشتركة واحدة تجمعهم جميعاً، ضمن مفاهيم مشاريع ريادة الأعمال
الأسرية أو العائلية الرائدة والقابلة للتطبيق؛ أو لمجموعة من رواد الأعمال
أو أفراداً يشكلون فريقاً من الزملاء والأصدقاء،
جميعهم تجمعهم فكرة مشروع واحد أو مؤمنون بتنفيذ نفس الفكرة، وهكذا باتوا متحدين
على تحمل تبعات فكرتهم في نطاق مشروع رائد واحد.
المتطلبات الأولية لماهية الفكرة التي بنيت عليها المشروع الرائد، وكيفية تحديدها وقياس القدرات الفردية التي ستعينهم فيما بعد، كرواد للأعمال على نجاح مبادراتهم الفردية أو مشروعهم الريادي المشترك؟
- أن يتمتعوا بنفس الدافعية الذاتية والشغف والحماس والإدراك التام مع العزم والمثابرة (PERSIST) على ضرورة تحقيق النجاح واستدامته لمشروعهم المشترك .
- أن يكونوا من ذوات التفكير المرن أو العقلية المنفتحة وليس من ذوي العقول النمطية المُغلقة.
- الإدراك التام بنموذج الفكرة المثالية، حيث أن الفكرة المثالية تنشأ عادة عند استجابة الفكرة التي تعززها الموهبة والقدرات الشخصية، مع الهوايات والمهارات المكتسبة التي يتمتع بها عادة رائد الأعمال.
- في حالة فرق العمل الجماعية، يشترط الاتفاق على الحد الأدنى من الفكرة المثالية التي تجمع بينهم، وتعمل على تعزيز قدراتهم وشغفهم تجاه نجاح المشروع.
- يجب أن يتصف جميع رواد الاعمال بالقدرة على الابتكار والإبداع ومجابهة التحديات ولديهم مستويات من المخاطرة. مع الاستعداد بروح المغامرة على البدء في إنشاء أو تنفيذ المشروع التجاري من الصفر.
تحقيق ما يهدف إليه النموذج (أدناه) : نموذج قياس القدرة المعرفية على اتخاذ القرارت السليمة، وذلك بعد توفر الحد الأدنى من المعلومات الضرورية الخاصة بالقدرة المعرفية العامة لرائد الأعمال، أو القائمين معه بمشروع ريادة الأعمال.
والقدرة المعرفية على اتخاذ القرارات السليمة، عبارة عن عدد من القدرات والعمليات المعرفية التي يتمتع بها ويمتلكها رائد الأعمال أو استعداد جميع أفراد المجموعة المشاركة على إدراك وفهم متطلبات مشروع ريادة الأعمال والأحداث المتعلقة به، وكذلك كيفية اتخاذ القرارات وإصدار الأحكام وتقييم المواقف المختلفة.
حيث يتحتم على رائد الأعمال أو أعضاء فريق العمل تقييم أنفسهم بكل صدق وشفافية لمعرفة ما إذا كانوا مؤهلين على تحمل مسؤوليات أدوارهم في المشروع المشترك، والغاية الثانية من النموذج معرفة حقيقتهم ما إذا كانوا من ذوي العقلية المنفتحة أم من ذوي العقلية النمطية المغلقة، ومدى خطورة هذا الأمر، بالإجابة على السؤال السابق.
ولمعرفة ما إذا كان رائد الأعمال يتمتع بخصائص التفكير المرن (أي من ذوي العقلية المنفتحة) أم من ذوي التفكير النمطي (ويتمتع بصلابة في العقل أو انغلاق ورفض للمتغيرات من حوله)؟
Are You Flexible mind or rigidness mind?
بعد قياس القدرات المعرفية العامة لرواد الأعمال أو القائمين بالمشروع في ثالثاً، يأتي الدور لدراسة وتحليل سلوك الفرد نفسه ونظرته تجاه بعض المفاهيم الضرورية كالمهارات الذاتية التي يتمتع بها وكيفية معالجته للتحديات وغيرها حال إتخاذ القرارات ومدى استعداده لمشاريع ريادة الأعمال بصورة عامة، بالإجابة على سؤال تحديد ما إذا كان رائد الأعمال يتمتع بخصائص التفكير المرن لكونه من اصحاب العقلية المنفتحة أم هو من ذوي التفكير النمطي أو العقلية المغلقة.
نموذج تحديد خصائص التفكير
نموذج تحديد ما إذا كان رائد الأعمال يتمتع بخصائص التفكير المرن لكونه من اصحاب العقلية المنفتحة أم هو من ذوي التفكير النمطي أو العقلية المغلقة
خصائص المشاريع
يشكل "عَقَلَ الإِنْسَانُ" القوة الدافعة الذاتية لجسم الإنسان، فهو كالموتور أو الدينامو الداخلي (المُولد) الذي ينتج عنه أفكارك التي تؤمن بها وتحملها في عقلك، ومدى إدراكك بالتحديات التي تصطدم بها في حياتك، لتشكل لك تجاربك في كل ما سبق وقدرتك على مجابهتها بالمرونة والحكمة الملائمة، صورة من صور الخبرات المتراكمة لحياتك فيما بعد، فينتج عن تلك الخبرات والتجارب: قوة إدراكك بأحاسيسك ومشاعرك وسلوكك اليومي. إذن "عَقَلَ الإِنْسَانُ" يحركه الإدراك (الوعي الذاتي) ليتفاعل معه بخصائصه وظواهره الثلاثة: الإدراك الحسي والإدراك فوق الحسي وإدراك الحكمة أو البصيرة.
عليه فإن الإدراك، مصطلح يطلق على العملية العقلية التي نعرف بواسطتها العالم الخارجي أو ندركه بالوعي الذاتي (Awareness) أي بتنبيه من أحد الأعضاء الحسية (التي تعمل على تلقي...وتحليل.. واختيار.. وتنظيم تلك المعلومات الحسية)
الاستيعاب السليم لقدراتك الطبيعية (مواهبك من الفطرة؛ هي إدراك الذات العقلي)، جزء اساسي من عملية العثور على مكامن قوتك، لأن مَكْمَنُ القُوَّةِ؛ في نقطة التقاء قدراتك الطبيعية (مواهبك) مع شغفك وميولك الشخصية (مهاراتك).
تختلف أنشطة وخصائص مشاريع ريادة الأعمال بشكل كبير، لأنها تعتمد على عدة عوامل مؤثرة بها، منها نوع وحجم المشروع، ومدى حاجته أو اعتماده على التمويل أو مقدار الأموال المستثمرة أو التمويل، وما إذا كان المشروع مشروعاً استثمارياً متوسطاً أو ضخماً أو متناهياً في الصغر، أو ما إذا كان مشروعاً تعاونياً أم مشروعاً ذاتياً فردياً تصدى له شخص واحد، أو معه آخرين، وهذا الأخير، يتطلب اختياره للمشروع في الغالب على مراعاة ما إذا كانت فكرة المشروع لدى رائد الأعمال.
هي الفكرة المثالية أو الفكرة الإبداعية المناسبة له، وتمثل نفس الفكرة التي تبناها أو اعتمدت عليها فكرة المشروع لدى شركائه ومعاونيه، وارتكزت عليها دوافع تحديد الفكرة الأساسية وشكلت مصدر إلهام رائد الأعمال ومن معه، حتى نتجت عنها بالتالي خلق المشروع وتنصيبه.
المشروع المثالي هو المشروع الذي تطابقت فكرته مع الموهبة الفطرية التي يتمتع بها رائد الأعمال وفي نفس الوقت جاءت متناغمة مع القدرات والمهارات الأخرى المكتسبة لدية، نتيجة لدراسات أو خبرات سابقة مكتسبة.
نموذج تحديد المشروع الأنسب لرائد الأعمال
أعرض عليكم فيما يلي نموذجاً، سبق أن استخدمته قبل فترة، قبل أن أطلق مشروعي الأول في 2018 وكان في مجال التدريب والمشروع الثاني أطلقته في نهاية 2019 ، كما هو واضح في التقييم النهائي،
يمكن إستخدام هذا النموذج لتحديد أنسب مشروع لرائد الأعمال، الذي يعتبر المشروع المثالي بالنسبة له، وذلك بعمل قائمة من الأعمال والمشاريع والمنتجات أو الخدمات التي يُجيدها ويحبها رائد الأعمال (أو فريق العمل المشارك) وتمثل بالنسبة له أو لهم، مشروع العمر طالما سعوا وفكروا إلى تبنيه وتنفيذه في حياتهم.
أولاً : يتم تجهيز قائمة بأحب الأفكار له أو لفريق العمل المعاون، ثم
ثانياً : إعادة ترقيم الأفكار حسب الأولوية أو الأهمية بالنسبة لرائد الأعمال أو الفريق، كما في عمود درجة أهتماماتي، بالنسبة للعدد الكلي الذي تم ذكره في أولاً.
ثالثاً : رصد الأنشطة والقدرات والكفاءات التي يتوقعها تجاه تلك الأعمال/الأفكار في العمود "قدرات وكفاءات تميزني" .
رابعاً : إعادة توزيع وترقييم الأنشطة وفق عمود "درجة إجادتي" موزعة حسب تقديري لمعيار الإجادة والمعارف المكتسبة لدى رائد الأعمال أو فريق العمل المشارك، على أن يكون حاصل جمع درجة الأنشطة تساوي ما سنقيس عليها في عمود التقييم النهائي.
خامساً : ينتج من حساب درجة إجادتي أو إتقاني لكل قدرة من القدرات أعلاه مجموعة من القيم تشكل نفس قيمة الدرجة النهائية لمستوى درجات الأنشطة المتعلقة بالأفكار التي قمت بدراستها وتحليلها.
سادساً: من واقع النموذج المرفق نجد أن التدريب مثلاً استحوذ على قيمة (19) يليه التعامل مع الأجهزة الرقمية (18) ، بينما جاءت فكرة مشروع "قراءة وتوثيق" في المرتبة الثالثة، أما الفكرتين "الطبخ" و"الرياضة" فقد نالتا أدنى درجات التقييم، كما موضح بالجدول أعلاه.
وهكذا يمكننا استخدام نموذج تحديد المشروع الأنسب لرائد الأعمال والاستفادة منه في تحديد أنسب مشروع ملائم لرائد الأعمال، وكذلك في حصر أنشطة العمليات التي يجيدها رائد الأعمال أو فريق العمل دون غيرها تجاه كل فكرة تراودهم لإقامة مشروع.
السمات والمميزات الرئيسة لرواد الأعمال
يجب أن يتمتع رائد الأعمال بالسمات والمميزات التالية، حتى يحقق النجاح في عالم ريادة الأعمال.
- القدرة على إدارة الوقت بشكل صحيح. من السمات الرئيسية لرواد الأعمال.
- إيمانه القوي بعوامل النجاح الثمانية الكبرى ((العدد 10 من سلسلة ثقافة مؤسسية احترافية)).
- الشغف (PASSION) الدافعية الذاتية والحماسة والإدراك.
- العمل الدؤوب (WORK): مع التدريب المستمر Pra, Pract, Practice…,
- التركيز (FOCUS) : الاندماج والتركيز على "مهمة واحدة" فقط . واعتبار هذه النقطة، محور التركيز البؤري للتفكير.
- العزم والمثابرة (PERSIST) : على اِسْتَدَامَة العمل.
- تبني الأفكار (IDEAS) : المبدعة أو المبتكرة.
- كن جيداً وفاعلاً (GOOD) : ومؤهلاً بمهارة وجودة متميزتين.
- أضغط نفسك (PUCH) : أبذل جهداً مضاعفاً للمضي قدماً، رغم بعض مظاهر الفشل والخجل والشك الذاتي.
- قدم خدمة ذات قيمة (VALUE) : أو ذات قيمة مضافة Added Value
- أن يتمتع بقدرات ذاتية من المواهب الشخصية والمهارات المكتسبة ولديه الاستعداد على تطويرهما وصقلهما بمزيد من التعلم واكتساب الخبرات.
- لديه إدراك قوي تجاه فلسفة العلاقة بين محوري التأثير في الحراك الإنساني.
- لدية القدرة على اتخاذ القرار السليم المبني على أهمية الفكرة التي يود تطبيقها والرؤية والرسالة التي يحملها مشروعه.
- أن يكون من أصحاب العقلية المنفتحة (المرنة) وليس من ذوي العقول النمطية.
- أن يتمتع بروح المغامرة ومجابهة المخاطر والتحديات المتوقعة وغير المتوقعة.
- لديه القدرة على الابتكار والإبداع والتعلم المستمر.
- لدية القدرة والدافعية الذاتية على ممارسة العمل تحت الضغوط والتحديات.
- لديه القدرة على صياغة الخطط الاستراتيجية والالتزام بها مهما كانت المصاعب والمخاطر بمزيد من المرونة مع القابلية على التغيير والتطوير.
- أن يتمتع بالخصال الإنسانية السمحة التي تؤهله على أن يكون مصدراً للثقة والاستحسان والرضا، تلبية لاحتياجات العملاء، والقدرة على أقناعهم بفكرته، وتقديم العلاقات الإنسانية على علاقات العمل.
- وأخيراً، أن يتميز بالاتزان النفسي والصحي والجسماني.
- تحسين الوضع المالي لرائد الأعمال وأسرته وعائلته.
- زيادة دخل الآخرين من أصحاب المصلحة والمعنيين بمشروع ريادة الأعمال.
- توفير فرص وظيفية، تغني عن الحاجة لمن حوله من وراء الأعمال.
- نمو وتطوير الحرف والمهن الصناعية والإنتاجية البسيطة في المناطق الريفية، وتسويق وتوصيل منتجاتهم للمستهلكين النهائيين أو خلق أسواق جديدة في مناطق جغرافية أوسع وأبعد من مكان الإنتاج.
- تشجيع الأسر المنتجة وأصحاب الهمم وبعض الفئات الأخرى، على استغلال مواهبهم ومهاراتهم في تحسين ظروفهم الاقتصادية والنفسية.
- تبني أفكار مبنية على ملكة الابتكار لدى رائد الأعمال والمتعاونين وتطبيقها أو تقديمها للعملاء بصورة إبداعية، تستحوذ على رضاهم واستحسانهم وولاءهم.
- إنتاج مزيد من المنتجات والخدمات وتوفيرها في الأسواق. مما يعد هذا الدور، مساهمة فاعلة ذو تأثير إيجابي على تحسين الاقتصاد العالمي والتجارة العالمية.
- التشجيع على استغلال التقنيات الحديثة واستخدامها على مستوى الصناعات الإنتاجية والتجميعية والتطبيقات الذكية.
- المساهمة على تحسين جودة المنتجات والخدمات من جراء المنافسة الشريفة بين مشاريع ريادة الأعمال المشابهة أو الناشئة.
- تقليل نسبة العاطلين عن العمل أو الباحثين عن أعمال تراعي ظروفهم وقدراتهم.
- تقليل هجرة المواهب والعقول بتوفير بيئة محلية منتجة وجديدة لمجال الأعمال.
دورة حياة مشروع ريادة أعمال ناشئ
عودة لدورة حياة مشاريع ريادة الأعمال الناشئة، وهي عبارة عن خطوات ومراحل لا بد من تنفيذها بجدارة وكفاءة عاليتين، حتى تكتمل فكرة المشروع، كما في الشكل المعروض أدناه.
![]() |
دورة حياة مشاريع ريادة الأعمال |
تبدأ بنشوء الفكرة وبلورتها وصياغتها، ومعالجة ما إذا كانت الفكرة المتولدة تقليدية أم ابتكارية، وذلك بناءً على دراسة وتحليل الفرص القائمة فعلياً أو الفرص التي لها سوق تجاري واسع في المستقبل القريب أو البعيد.
2- تطوير الفكرة :
دراسة أولية للمشروع : من حيث حجم السوق / نوع التجربة / الطلب المتوقع / الوقت / التكلفة / عوامل التأثير الخارجية.. وذلك محاولة للتنبؤ بحجم العينة أو السلعة المنتجة أو الخدمة المناسبة. وإعادة الاختبارات التجريبية - وقياس الاحصائيات الأولية للسلعة أو الخدمة مع إجراء التحسينات الضرورية أو التعديلات الإضافية عليها قبل عرض السلعة / الخدمة في شكلها النهائي.
3- الاختبارات التجريبية :
- قياس الاحصاءات والقراءات الأولية (( لا تقيس القدرات الحقيقية ولا تشمل الإجابة على كل أنواع الأسئلة المطروحة))
- مفهوم النظام البيئي لمشاريع ريادة الأعمال، The Entrepreneurial Ecosystem
علماً أن هذه الدراسة التجريبية، عبارة عن اختبارات عامة وتوقعات أصحاب المصلحة المعنيين بالمشروع، غالبا ما تجرى قبل البحوث الكمية على نطاق واسع، في محاولة لتجنب إهدار الوقت والمال في المشروع الريادي، وقد لا تكون مناسبة أو كافية لدراسات الحالة النهائية Case Studies التي تجرى عادة للمشاريع الكبيرة.
وتبدأ معها صياغة الرؤية ةالرسالة الصحيحتين، ولكن بناءً على قياس التجربة (Pilot) / النموذج الأولي (Prototype) / برهان الفكرة (Proof of Concept) وأثناء تقييم الحد الأدنى القابل للاختبار أو النمو أو للتطبيق (Minimum Viable product).
5- تصميم أو تهيئة نموذج للعمل وتخطيط المشروع :
اختيار النموذج المناسب وصياغة أهداف وباقي خصائص الخطة الاستراتيجية والخطط التشغيلية.
تسجيل الشركة أو توثيق التصديقات القانونية، بناء إدوار ومسؤوليات اصحاب المصلحة المعنيين بالمشروع، تحديد وسائل الإمدادات من الخامات والموارد الأولية والموارد البشرية.
7- بناء الشركة :
وضع وصياغة الهياكل الوظيفية والتنظيمية للموارد البشرية، تجهيز معايير التقييم لمؤشرات الأداء ومنها مؤشرات المعايير النهائية لأنشطة العمليات والإجراءات الداخلية وتحديد عمليات التسويق، ودراسة خصائص وفئات المستفيدين والعملاء، في نطاق وتوجهات الشراكة المعتمدة.
مصدر التمويل والميزانية المرصودة، كيفية صرفها واستخدامها خلال مراحل نمو الشركة.
9- التوسع والنمو :
توقع حجم الشركة، مدى سعتها وامتدادها، سرعة نموها وإلى أي مدى ستتمدد خدماتها زمانياً ومكانياً. ما هي المخاطر المالية المتوقعة.
متطلبات الإدارة الناجحة أو المحترفة، القادرة على تعزيز نمو الشركة وزيادة الربحية.
11- الاستمرار أو الخروج من السوق.
تقييم الوضع الحالي للمشروع، ومقارنة أو مفاضلة قيمته السوقية بالنسبة لنفس قطاع العمل والواقع العام والسياسات الإقتصادية السائدة في البيئة المحيطة، وسرعة اتخاذ القرار السليم، تجاه الاستمرار والتوسع في حالة نجاح المشروع، أو الخروج النهائي من السوق بعرضه للبيع أو طرحه للإكتتاب العام (الأسهم) Continuation or exit by sale or by public offering.
تحديد الشريحة الغنية في السوق التجاري Positioning/Niche
المكانة التجارية، وغالباً هي المكانة المرموقة في الأسواق التجارية، وبشكل خاص هي المكانة التي تمثل منطقة مساحية محدودة أو محصورة للتنافس والتسويق فيها من حيث متطلباتها الخاصة وعملائها ومنتجاتها.
لمصطلح (Niche) في مجال الأعمال معاني عديدة متداخلة، فقد يعني المكانة التي يجد فيها المشروع التجاري ساحة للنضال والحضور والشهرة (المكانة المرموقة للمشروع)، أو طبيعة العمليات التجارية التي توفر للمشروع هذه المكانة أو تظهر أفضليته كسوق تجاري بين العديد من المنافسين. وهكذا نجد أن إطلاق أو تداول هذا المصطلح بين القائمين بإدارة أسواق العمل والعملاء أو غيرهم، يرجع لأهميته في الدلالة على قدرة صاحبه في الاستحواذ على النسبة الأعلى من فرص السوق، لهذا قد يتم ذكره للإشارة لأحد رجال الأعمال والمال مقروناً بالشركة أو المؤسسة الذي يعمل بها، لإقتران وتكامل نجاحه بنجاح وتميز الجهة التي يعمل لها، بمعنى الشخص المناسب في المكان المناسب له. أو الموقف التخصصي الأمثل في مجال العمل الذي أدى إلى السمعة أو المكانة المرموقة للشركة / المؤسسة، والإشارة إليها بالجهة صاحبة الامتياز أو الاهتمام في المكان اللائق بها دون غيرها من المنافسين أو المكانة الحصرية لها لقلة حالات التنافس.
وهكذا فإن مصطلح (Niche) هو المصطلح الأنسب للأهتمام به من قبل رواد المشاريع الناشئة. حيث تشكل تلك المساحة السوقية المرتبطة بالمشروع، أفضل ساحة للنزال التجاري الناجح، باعتبارها مساحة للعمل والجدارة تفتقد لتحديات التنافس والأهتمام من باقي اللاعبين الكبار، رغم ما فيها من فرص وخصائص كثيرة سوقية وتجارية عديدة، بالإضافة إلى أنها تضم عملاء مثاليين (Ideal Customers) يشكلون الشريحة التجارية الغنية لتوجيه أهداف المشروع والأفضل لترويج المنتجات والخدمات بصورة عامة.
وهناك تعبير آخر مرادف للسابق وهو أنه مصطلح بمعنى السوق المتخصصة أو سوق للمنتجات المتخصصة، أو الـ (Niche Market) وتكون هذه السوق أو المجال لعدد محدود من الشركات والمؤسسسات والعملاء المحتملين. لهذا يستخدم هذا المفهوم بكثرة في مجال ريادة الأعمال ومشاريع ريادة الأعمال الصغيرة والمتوسطة، حال المقارنة بين مختلف فئات المشاريع أو ضمن أنشطة عمليات التسويق وتقييم الجهات والمشاريع المنافسة، من أجل تحديد المكانة التجارية أو مجال التخصص والامتيازات الحصرية. علماً أن الغاية من تحديد الشريحة الغنية في الأسواق التجارية، تندرج تحت عمليات التسويق الذكية للأسواق الاستثمارية المتخصصة.
من خلال هذا المقال والتعرف على مصطلح أو مفهوم Niche يكون رائد الأعمال قد تمكن من معالجة أفكاره وتقييم مجال عمل المشروع بشكل دقيق، وتحديد المنتجات، والخدمات، والعملاء، ونوعية المنافسين للمشروع، بالإضافة إلى أن لديه الفهم الواضح للمكانة التي سيحتلها المشروع أو الموقف التخصصي الذي سيتميز به المشروع (ضمن قطاعات الأعمال الخاصة أو الفريدة في الأسواق التجارية) وكذلك تحديد الامتيازات الحصرية الأخرى التي يتمتع بها المشروع، والتي ستدفع بمنتجاته وخدماته دفعاً لعرضها و شرحها وتسويقها بصورة علمية ومتميزة لإقناع الشركاء والممولين، وذكر تلك الإمتياز ضمن فقرة قصيرة "الملخص التنفيذي " سنتحدث عنها في المقالات القادمة. باعتبار أن ذكر الخصائص والمميزات ستعبر بشكل مباشر عن المكانة التجارية أو السمعة التي تستهدفها أو ستحتلها الشركة والمشروع أو الموقف التخصصي الفريد الذي سيتميز به المشروع في المستقبل، مع إدراكه التام بالكيفية التي يقدم بها فكرة مشروعه لكل من الممولين والمستثمرين وأمام العملاء ليبدأ العمل التجاري .
Electronics Eng. Khalid Moussa Idrees Sharief
👇
👇